علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: المنطقة العربية تمتلك تراثًا ثقافيًا غنيًا
أكد الدكتور صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن السياحة الثقافية في الوطن العربي تشهد مرحلة جديدة من النمو والازدهار، مشيرًا إلى أن الدول العربية بدأت تدرك أهمية هذا النوع من السياحة في تعزيز الاقتصاد الوطني وتحقيق التنوع في مصادر الدخل.
وقال علال في تصريح خاص: “إن السياحة الثقافية في الوطن العربي تعد من أكثر القطاعات الواعدة في صناعة السياحة بشكل عام، فهي لا تقتصر فقط على استقطاب السياح، بل تسهم أيضًا في الحفاظ على التراث الثقافي والإنساني”.
وأوضح علال أن المنطقة العربية تمتلك تراثًا ثقافيًا غنيًا يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، حيث تحتضن العديد من المواقع التاريخية مثل الأهرامات في مصر، والمدينة القديمة في القدس، والمواقع الأثرية في العراق وبلاد الشام.
وأشار إلى أن هذه المواقع ليست مجرد نقاط جذب سياحي، بل تمثل جزءًا لا يتجزأ من هوية الشعوب العربية وثقافتها، ما يجعلها منبعًا مهمًا للسياحة الثقافية التي تستقطب السياح الباحثين عن معرفة أعمق وتواصل حقيقي مع الحضارات القديمة.
وتحدث علال عن أهمية تطوير البنية التحتية السياحية التي تدعم السياحة الثقافية، مؤكدًا أن هذه الاستثمارات ضرورية لضمان تقديم تجربة سياحية متميزة.
وأضاف قائلاً: “من الضروري أن تتضافر جهود الحكومات والشركات الخاصة لتطوير الخدمات السياحية في المواقع الثقافية، بما في ذلك توفير مراكز معلومات سياحية، وتحسين وسائل النقل، وتوفير الأدلة السياحية الموثوقة التي تسهم في تحسين تجربة الزوار”.
وأكد أن السياحة الثقافية لا تقتصر فقط على زيارة المعالم التاريخية، بل تشمل أيضًا التفاعل مع المجتمعات المحلية، مما يساهم في تعزيز التبادل الثقافي، وقال: “تجربة السياحة الثقافية يجب أن تكون شاملة، بحيث يلتقي الزوار مع المجتمعات المحلية، يتعرفون على عاداتهم وتقاليدهم، ويشاركون في الفعاليات الثقافية والمهرجانات التي تقام في تلك المناطق”.
وفيما يتعلق بمستقبل السياحة الثقافية في الوطن العربي، أشار الدكتور صباح علال إلى أن التحديات التي تواجه هذا القطاع، مثل التغيرات السياسية والأمنية في بعض الدول، تتطلب استراتيجيات مبتكرة للترويج للسياحة الثقافية وتوفير بيئة آمنة للزوار.
وأوضح أن التركيز على السياحة المستدامة يعد أحد أبرز التوجهات المستقبلية في هذا المجال. “السياحة المستدامة تضمن الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي للأجيال القادمة، وتعمل على توفير فرص عمل للمجتمعات المحلية، مما يعزز الفائدة الاقتصادية للسياحة الثقافية”.
كما أكد علال على ضرورة تكامل الجهود الإعلامية في الترويج للسياحة الثقافية عبر منصات الإعلام المختلفة، خاصة في ظل الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الرقمي في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، وأشار إلى أن الترويج الجيد للتراث الثقافي العربي يمكن أن يكون له تأثير كبير في زيادة الوعي الدولي بالثروات الثقافية في المنطقة.
وفي ختام تصريحاته، دعا رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي إلى ضرورة التعاون بين الدول العربية لتعزيز السياحة الثقافية، معتبراً أن هذا التعاون يمثل خطوة أساسية نحو بناء شبكة سياحية قوية تساهم في تعزيز مكانة الوطن العربي على الخريطة السياحية العالمية.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى استراتيجيات مشتركة تنمي السياحة الثقافية وتُظهر الوجه الحضاري والإنساني للعالم العربي، الذي يمتلك تاريخًا طويلًا وحافلًا بالإنجازات الثقافية والفكرية”.
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من المؤسسات الرائدة في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.
