الخطوط القطرية تعيد رسم استراتيجيتها بتقليص الرحلات إلى الصين والتوسع في آسيا
في خطوة تعكس التغيرات المستمرة في قطاع الطيران العالمي، أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن تعديل استراتيجيتها التشغيلية لعام 2025 عبر تقليص عدد رحلاتها إلى الصين، مقابل التوسع في أسواق رئيسية في آسيا، تشمل الهند، اليابان، تايوان وسنغافورة.
يأتي هذا التوجه استجابة للمتغيرات في الطلب العالمي على السفر وتغير أولويات المسافرين، لا سيما من السوق الصينية.
تراجع الطلب على السفر إلى الصين
تشهد سوق السفر من وإلى الصين تغيرات ملحوظة، ما دفع العديد من شركات الطيران إلى إعادة تقييم خططها التشغيلية.
أشار الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية إلى أن انخفاض الإقبال على الرحلات إلى البر الرئيسي للصين يعود إلى عدة عوامل، أبرزها التحولات في تفضيلات السياح الصينيين الذين باتوا يفضلون وجهات مثل اليابان بدلاً من دول أخرى كتايلاند.
إضافة إلى ذلك، يلعب الدعم الحكومي المحدود للسفر الخارجي من الصين، إلى جانب المخاوف المتزايدة بشأن قضايا أمنية مثل الاحتيال والاتجار بالبشر، دورًا أساسيًا في هذا الانخفاض.
وفقًا للبيانات التشغيلية، قامت الخطوط القطرية منذ بداية العام 2025 بتخفيض عدد رحلاتها الأسبوعية إلى الصين من 16 إلى 12 رحلة، حيث لا تزال تغطي مدنًا رئيسية مثل ناننينغ، تشنغتشو ونانجينغ، لكنها تراقب السوق باستمرار لتقييم الحاجة إلى المزيد من التعديلات في المستقبل.
التوسع في أسواق جديدة لتعزيز النمو
في المقابل، قررت الخطوط الجوية القطرية زيادة استثماراتها في وجهات آسيوية أخرى تشهد نموًا في حركة المسافرين. فمع ازدياد الطلب على الرحلات الجوية إلى الهند واليابان وتايوان وسنغافورة، تسعى الشركة إلى تعزيز وجودها في هذه الأسواق الواعدة.
وتتطلع الشركة إلى زيادة عدد الرحلات نحو المدن الكبرى في الهند، مستفيدة من العلاقات الاقتصادية المتنامية بين الدوحة ونيودلهي، فضلاً عن ارتفاع أعداد المسافرين بين البلدين. كذلك، تأتي اليابان ضمن خطط التوسع نظرًا لازدهار قطاع السياحة وزيادة التدفقات السياحية إليها من مختلف دول العالم.
أما في تايوان وسنغافورة، فإن ارتفاع الطلب على السفر بغرض الأعمال والترفيه يعزز من جاذبية هذه الوجهات. وتعتزم الخطوط القطرية إطلاق المزيد من الرحلات لتلبية احتياجات المسافرين، سواءً لأغراض تجارية أو سياحية.
مرونة في الاستراتيجية وفقًا لاتجاهات السوق
تدرك الخطوط الجوية القطرية أهمية التكيف مع المتغيرات المستمرة في صناعة الطيران، حيث أكد مسؤولوها أن الشركة ستواصل مراقبة تطورات السوق الصينية وإجراء التعديلات اللازمة وفقًا لحركة الطلب.
ومع تباطؤ التعافي الاقتصادي في الصين، لم تحدد الشركة بعد مستهدفاتها النهائية لعدد الركاب خلال العام الجاري، لكنها تظل ملتزمة بتقديم خيارات سفر متنوعة تلبي احتياجات عملائها حول العالم.
تعكس هذه الخطوة استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى تعزيز حضور الخطوط القطرية في الأسواق الأسرع نموًا، وضمان تحقيق الاستدامة التشغيلية عبر التركيز على الوجهات ذات العوائد المرتفعة، مع الاحتفاظ بالقدرة على إعادة توجيه الرحلات وفقًا لمتغيرات السوق.
