لمياء محمود: الوطن العربي يمتلك مقومات سياحية هائلة والإعلام شريك أساسي في تنشيط القطاع

أكدت الدكتورة لمياء محمود، الأمين العام للاتحاد العربي للإعلام السياحي، أن الدول العربية تمتلك ثروة سياحية هائلة تتنوع بين المواقع الأثرية العريقة، والشواطئ الخلابة، والصحارى الساحرة، والمناطق الجبلية الفريدة، إضافة إلى التراث الثقافي والتاريخي العريق الذي يجعلها وجهة سياحية عالمية بامتياز.
وأشارت إلى أن هذه المقومات تحتاج إلى استراتيجيات تسويقية وإعلامية فعالة لتعزيز جاذبيتها وجذب مزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم.
وأوضحت أن الإعلام السياحي هو أحد أهم الأدوات التي يمكن استثمارها لتنشيط السياحة في العالم العربي، مشددة على ضرورة العمل المشترك بين وسائل الإعلام والجهات الحكومية والقطاع الخاص لتقديم محتوى سياحي مبتكر يعكس الصورة الحقيقية لما تمتلكه الدول العربية من ثراء سياحي وثقافي.
مقومات السياحة في الوطن العربي
تطرقت الدكتورة لمياء محمود في حديثها إلى تنوع المقومات السياحية في الوطن العربي، مشيرة إلى أن كل دولة عربية تمتلك ميزات فريدة تجعلها وجهة سياحية متميزة، فالمنطقة العربية تزخر بمواقع تاريخية عريقة تعود إلى مختلف الحضارات التي ازدهرت على مر العصور، مثل الأهرامات في مصر، والبتراء في الأردن، ومدائن صالح في السعودية، ومدينة فاس العتيقة في المغرب، كما تتمتع الدول العربية بطبيعة خلابة تشمل السواحل الممتدة على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، إلى جانب الصحارى الشاسعة التي تعدّ وجهة مثالية لعشاق المغامرات والسياحة البيئية.
وأضافت أن السياحة الدينية تمثل أحد أهم العناصر التي تميز المنطقة العربية، حيث تضم بعضًا من أقدس الأماكن في العالم الإسلامي، مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة في السعودية، والجامع الأزهر في مصر، والمسجد الأقصى في فلسطين.
كما أشارت إلى أن السياحة العلاجية تنمو بسرعة في بعض الدول العربية مثل الأردن وتونس والمغرب، التي تقدم خدمات طبية متقدمة ومنتجعات علاجية تعتمد على المياه المعدنية والطين البركاني.
ورغم هذه المقومات المتنوعة، أكدت أن الدول العربية تحتاج إلى استراتيجيات أكثر تطورًا للاستفادة القصوى من هذه الموارد وتعزيز مكانتها على خريطة السياحة العالمية.
دور الإعلام السياحي في تنشيط السياحة العربية
تحدثت الدكتورة لمياء محمود عن الدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام السياحي في الترويج للمقاصد السياحية العربية، موضحة أن الإعلام لم يعد مجرد أداة لنقل الأخبار، بل أصبح شريكًا رئيسيًا في رسم السياسات السياحية وتعزيز صورة الوجهات المختلفة أمام العالم.
وأوضحت أن الإعلام التقليدي والرقمي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تقديم صورة إيجابية عن الدول العربية، من خلال إنتاج محتوى متنوع يشمل تقارير تلفزيونية وبرامج وثائقية ومقالات ترويجية، بالإضافة إلى الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في نشر تجارب السياح والتفاعل مع الجمهور بشكل مباشر.
كما شددت على ضرورة إطلاق حملات إعلامية موحدة تروج للسياحة العربية بشكل شامل، بحيث تتعاون الدول العربية في تقديم حملات تسويقية عالمية تعكس التنوع السياحي في المنطقة، مما يساعد في تعزيز السياحة البينية بين الدول العربية وجذب السياح من مختلف دول العالم.
استراتيجيات مقترحة لتنشيط السياحة العربية
وأشارت الدكتورة لمياء محمود إلى أن هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها لتنشيط السياحة في الوطن العربي، من بينها تعزيز التعاون بين الإعلاميين والمؤثرين في مجال السفر، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة مثل تقنيات الواقع الافتراضي لتقديم جولات افتراضية داخل الوجهات السياحية، مما يمنح السياح فرصة لاستكشاف المواقع قبل زيارتها.
كما أكدت على أهمية تطوير البنية التحتية السياحية، وتحسين الخدمات المقدمة للسياح، مثل تسهيل إجراءات التأشيرات، وتوفير وسائل نقل مريحة بين المدن والمناطق السياحية، إضافة إلى تعزيز الأمن السياحي لضمان تجربة آمنة وممتعة للسياح.
وأوضحت أن التدريب والتأهيل للعاملين في قطاع السياحة والإعلام هو أمر ضروري لضمان تقديم محتوى إعلامي احترافي يعكس الصورة الحقيقية للسياحة العربية، مقترحة إطلاق برامج تدريبية متخصصة في الإعلام السياحي لتأهيل كوادر قادرة على تقديم محتوى جذاب واحترافي يواكب التطورات العالمية في هذا المجال.
في ختام حديثها، أكدت الدكتورة لمياء محمود أن السياحة تمثل أحد أهم القطاعات الاقتصادية في العالم العربي، وأن الاستثمار في الإعلام السياحي يمكن أن يكون مفتاحًا رئيسيًا لجذب المزيد من السياح وتحقيق التنمية المستدامة في هذا القطاع.
وشددت على أن الترويج للسياحة العربية يحتاج إلى رؤية متكاملة تشمل التعاون بين مختلف الجهات المعنية، واستثمار التكنولوجيا الحديثة، وتعزيز دور الإعلام في إيصال الصورة الحقيقية عن الوجهات العربية إلى العالم.
واختتمت تصريحها قائلة: “لدينا في الوطن العربي كل المقومات التي تجعلنا في صدارة الوجهات السياحية العالمية، لكن علينا أن نعمل معًا لاستثمار هذه الموارد بشكل صحيح، والترويج لها بأساليب حديثة تجعل السياحة العربية أكثر جاذبية وتأثيرًا على المستوى الدولي.”
يُذكر أن الاتحاد العربي للإعلام السياحي تأسس عام 2008 على يد الصحفي المصري خالد خليل، ويُعد من المؤسسات الرائدة في مجال الإعلام السياحي على مستوى العالم العربي.
ويقوم الاتحاد بانتخاب مجلس إدارته كل عامين وفقًا للائحة والنظام الأساسي، ويتولى رئاسة الاتحاد في الدورة الحالية (2024-2026) الصحفي العراقي الدكتور صباح علال زاير.
يسعى الاتحاد منذ تأسيسه إلى تعزيز دور الإعلام السياحي في الترويج للوجهات السياحية في الوطن العربي، ودعم الإعلاميين العاملين في هذا القطاع، بما يساهم في رفع مستوى الوعي السياحي وتعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة.