المرشد السياحي “سفير السلام”

بقلم: محمود النشيط
إعلامي بحريني متخصص في الإعلام السياحي
يصادف 21 فبراير من كل العام الاحتفال بأحد المهن السياحية المهمة التي تحتاج مهارة خاصة جداً، ولا تخلوا منها أي بلد في العالم، والعامل في هذه المهنة لابد أن يجتاز شروط ومعايير كثيرة ومهمة في نفس الوقت، وقد أصبحت مؤخراً تحت الرقابة الصارمة لمن يزاولها دون ترخيص، أو حتى تأهيل والخضوع إلى امتحانات خاصة وبعد اجتيازها يحصل على بطاقة تعريفية خاصة تؤهله مزاولة المهنة ويكون هو (المرشد السياحي) المعني بقيادة الأفواج السياحية ومرافقتهم في جولاتهم وتقديم المعلومات الصحيحة والموثوقة المعتمدة في كتب التاريخ والمتعارف عليها دون نقص أو زيادة، مع مراعات المبالغة والتغير والتقصير لحساسية مهمته أمام الضيوف.
شعار هذا العام 2025 مميز جداً حيث حمل عنوان جميل وراقي جداً وهو المرشد السياحي “سفير السلام”، وهذا الوصف شاهداً حي على الأمانة الكبيرة التي يحملها مزاولوا هذه المهنة الراقية التي حضيت في السنوات الأخيرة بأهتمام الوزارات والهيئات السياحية في مختلف دول العالم، وأصبحت مهمة جداً وعليها طلب كبير و واسع سواء في القطاع الحكومي أو التجاري الأهلي.
كذلك أصبحت مهنة الإرشاد السياحي مادة أكاديمة تدرس في كليات السياحة والضيافة، ويتم التركيز على نقاط كثيرة خلال فترة الدراسة التي تمتد في بعض الأحيان إلى سنوات طويلة تجمع العلوم الأكاديمة والمهارات الجسدية بجانب اللغات العالمية التي يمكن أن يتخصص فيها المرشد السياحي بجانب لغته الأم، حيث أصبح لدينا مجموعة من المواطنين الشباب الخريجين الذين يقدمون هذه المهنة بأسلوب راقي وممتع بعدة لغات مختلفة مثل الانجليزية – الفرنسة – الألمانية والأسبانية – الإيطالية بجانب الصينية والروسية بشكل ملحوظ جداً.
“سفير السلام” واحد من الأشخاص المهمين الذين يمتلكون الأدوات السحرية الخاصة وبالغة الأهمية في مسيرة التنمية السياحية، والمرشدون السياحيون يحصلون على التقدير من الجهات الرسمية والأهلية، وسنوياً يتم الإعلان عن تخريج دفعات جديدة من المرشدين ذكور وإناث لحاجة القطاع السياحي الذي توسع كثيراً لخدماتهم المتميزة التي لا يمكن أن يصقلها غير أشخاص معينين لهم كريزما خاصة بعد أن أجتازوا كل الإشتراطات الرسمية لمزاولة المهنة.
الجميل في عمل المرشدين السياحيين كذلك أنهم مؤخراً بدأو في التخصص، فأصبح لدينا مرشديين سياحيين في القطاع التراثي والثقافي، وآخرين في الترفيه والمغامرات، وجانب آخر منهم توجه للتخصص في المعارض والصناعة محلياً وخارجياً وغيرها من أنواع السياحة المختلفة التي يقصدها السياح من مختلف دول العالم، كما أصبح هناك جمعيات وأندية أهلية واجتماعية متخصصة يجتمع فيها سفراء السلام ويتبادلون خبراتهم المختلفة فيما بينهم ويقدمون دورات تدريبة وورش عمل للطلبة الجدد الراغبين بالإنخراط مستقبلاً في هذه المهنة الجميلة.