نجران تستعد لموسم حصاد القمح تزامنًا مع حلول رمضان
![القمح](https://arabutm.org/wp-content/uploads/2025/02/download-2-4-780x470.webp)
تستعد منطقة نجران لموسم حصاد القمح، الذي يتزامن هذا العام مع قدوم شهر رمضان، حيث يشهد الطلب على “البُرّ النجراني” ارتفاعًا ملحوظًا خلال هذه الفترة.
يُعدّ القمح مكوّنًا أساسيًا في العديد من الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة، وعلى رأسها أكلة “الرقش” التي تزين الموائد الرمضانية وتحمل بُعدًا ثقافيًا يعكس التراث المحلي.
موسم الحصاد تتويجٌ لجهود أشهر من العمل
يبدأ مزارعو نجران في شهر مارس بجني محصولهم من القمح بعد رحلة زراعية استمرت ستة أشهر. تبدأ زراعة القمح عادةً في أكتوبر مع حلول فصل الشتاء، حيث تتطلب عناية دقيقة لضمان إنتاج وفير.
وتُبشر سنابل القمح هذا العام بموسم ناجح، ما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي للمنطقة وتثبيت هوية القمح النجراني كمنتجٍ أصيل له مكانته في السوق المحلية.
لا يُعد القمح في نجران مجرد محصول زراعي، بل يمثل إرثًا ثقافيًا متجذرًا في المجتمع. حظي البُرّ النجراني باعتراف عالمي بعدما تم اختياره ضمن 13 منتجًا سعوديًا من قبل “سفينة التذوق” التابعة لمنظمة “سلو فود” العالمية، ما يسلط الضوء على قيمته الغذائية والجودة العالية التي يتمتع بها.
جودة المنتج وعراقة الزراعة
يؤكد المزارع محمد مسعود العطشان أن حبوب البُرّ السمراء تمتاز بجودتها ونقاوتها، إذ لا تُضاف أي مواد كيميائية خلال مراحل زراعتها، رغم التطور الذي شهدته زراعة القمح من خلال استخدام آلات الحرث والحصاد الحديثة، إلا أن المنتج لا يزال يحافظ على جودته التي تجعله محطّ اهتمام المستهلكين.
بدوره، يوضح المزارع محمد سمحان آل منصور أن فترة الزراعة كانت شاقة وتتطلب الكثير من الجهد، لكن حماسه للمحصول يجعلها تجربة ممتعة، يحرص المزارعون على استمرار زراعة القمح النجراني، إدراكًا لأهميته كجزء من الموروث الزراعي للمنطقة.
دعم حكومي ومهرجانات للتسويق
تعمل وزارة البيئة والمياه والزراعة على دعم المزارعين من خلال برامج توعوية ومبادرات تستهدف تطوير الإنتاج. يشير نائب مدير عام فرع الوزارة بالمنطقة، فهد آل صعب، إلى أن الوزارة نظّمت العديد من ورش العمل والجولات الميدانية لتعزيز وعي المزارعين بأفضل الممارسات الزراعية.
كما أطلقت الوزارة برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة، الذي يهدف إلى تعزيز الإنتاج المحلي، إضافةً إلى إقامة مهرجان سنوي للبُرّ والحبوب لدعم تسويق المنتجات وتشجيع استمرارية زراعتها.
البُرّ في المطبخ النجراني
يشكل البُرّ عنصرًا رئيسيًا في الأكلات التراثية، أبرزها “الرقش”، إلى جانب “الوفْدّ”، وهو رغيف كبير يتم تفتيته وتقديمه مع المرق، و”المرضوفة”، التي تعدّ وجبة غنية بالقيم الغذائية.
يظل القمح رمزًا للمطبخ النجراني، متجذرًا في العادات الغذائية للسكان، ويمثل جزءًا من الهوية الثقافية للمنطقة، ما يجعل مواسم الحصاد دائمًا حدثًا مهمًا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.