-- سلايدر --أحداث وفعاليات

مدرسة الديرة.. بوابة لإحياء الحرف التقليدية في العلا برؤية حديثة

في قلب حي الجديدة للفنون، تستقبل مساحة العُلا للتصميم زوارها بمعرض استثنائي يجمع بين التراث والإبداع، مسلطًا الضوء على الإرث الثقافي والتصاميم المبتكرة المستوحاة من هوية العُلا وتاريخها العريق. يتزامن هذا الحدث مع مهرجان فنون العُلا، ما يضفي بعدًا ثقافيًا جديدًا على المشهد الفني المتنامي في المنطقة.

يشكل المعرض فرصة لاستكشاف الحرف التقليدية بأسلوب عصري، حيث يتم تقديم مجموعة من الأعمال الفنية التي تعكس الحرف اليدوية الأصيلة بأساليب تصميمية حديثة.

ويُعد الحدث محطة رئيسية في الموسم الفني، إذ يقدم للزوار تجربة حسية متكاملة تأخذهم في رحلة عبر تاريخ العُلا، من خلال المزج بين الملمس والروائح والأصوات والصور، لإحياء ذاكرة المكان.

مدرسة الديرة.. من مؤسسة تعليمية إلى مركز للإبداع

يتميز المعرض لهذا العام بمشاركة أعمال أنجزت داخل “مدرسة الديرة”، التي تحولت من مدرسة تاريخية للبنات إلى مركز إبداعي نابض بالفنون، ليكون بمثابة منصة لدعم الحرفيين والفنانين المحليين.

هذا المشروع يمثل تجربة فريدة من نوعها، حيث تمتزج التقاليد الفنية القديمة مع مفاهيم التصميم الحديث، ما يعزز الهوية الثقافية للعُلا ويمنحها بعدًا عصريًا.

تحتضن المدرسة ورش عمل وبرامج تدريبية تهدف إلى صقل مهارات الحرفيين الشباب، وتمكينهم من تطوير إرثهم الفني باستخدام أساليب وتقنيات معاصرة.

ومن خلال المعرض، يتم عرض مجموعة متنوعة من الحرف اليدوية، مثل فنون الخزف، والنحت، والنسيج، والفخار، في تصاميم تمزج بين الجذور التاريخية والابتكار الإبداعي.

مساحة العُلا للتصميم.. منصة للابتكار الفني

تعد مساحة العُلا للتصميم مركزًا جديدًا للفن والتصميم، يهدف إلى إبراز أعمال نخبة من المصممين المحليين والعالميين، مستلهمين من طبيعة العُلا وإرثها الثقافي الغني.

تضم المساحة معارض تفاعلية وبرامج إبداعية تعزز التبادل الفني بين المصممين، مما يجعلها ملتقى للفنانين الذين يسعون إلى تطوير رؤى جديدة في عالم التصميم.

تسعى المساحة إلى تحقيق توازن بين الحفاظ على التراث واستكشاف الحداثة، حيث تتيح الفرصة للفنانين للعمل مع المواد الطبيعية المحلية، مثل الحجر والرمل والخشب، في تصاميم تعكس بيئة العُلا الفريدة. كما تقدم ورشًا وجلسات نقاشية تتيح للجمهور التفاعل مع الفنانين واستكشاف مراحل إنتاج القطع الفنية.

مشاركة عالمية ورؤية محلية

يستمر المعرض حتى 19 أبريل 2025، ما يمنح الزوار متسعًا من الوقت للتعرف على تفاصيل هذه التجربة الفنية الفريدة. يشارك في الحدث فنانون محليون إلى جانب مصممين عالميين، في إطار تعاون يعكس التكامل بين التراث السعودي والرؤى الفنية الحديثة.

تتنوع الأعمال الفنية المعروضة بين التصاميم المستوحاة من النقوش الصخرية القديمة، والأنماط الهندسية التقليدية التي تظهر في الزخارف المعمارية في العُلا، وصولًا إلى القطع التي تعكس التغيرات الحضرية والفنية التي تشهدها المنطقة.

إحياء الحرف التقليدية بأسلوب حديث

يشكل معرض “مدرسة الديرة” نموذجًا لمبادرات الحفاظ على الفنون التراثية بأساليب تتناسب مع العصر الحديث، ما يسهم في دعم الحرفيين وتمكينهم من الاستفادة من الإرث الثقافي بأساليب مستدامة.

تمثل العُلا اليوم نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، حيث تسعى من خلال هذه الفعاليات إلى تحويل تاريخها العريق إلى مصدر إلهام للأجيال الجديدة، مع الحفاظ على هويتها الثقافية ضمن رؤية فنية تعكس تحولها إلى مركز عالمي للإبداع والتصميم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى