-- سلايدر --سياحة و سفرمنوعات وترفيه

بريطانيون يعيدون رحلة لورنس العرب على ظهور الجِمال بين السعودية والأردن

في رحلة تحاكي التاريخ وتعيد إلى الأذهان مغامرات لورنس العرب، قام مجموعة من السائحين البريطانيين في السعودية بإعادة تجربة لرحلة مشهورة للكاتب والباحث الإنجليزي توماس إدوارد لورنس، المعروف بلورنس العرب.

الرحلة، التي بدأت من محافظة الوجه في منطقة تبوك بالمملكة العربية السعودية، تمثل إعادة لخطى لورنس التي امتدت عبر عدة مدن ومحافظات وصولًا إلى مدينة العقبة في الأردن.

الرحلة، التي استغرقت عدة أيام، تتبع مسار لورنس العرب معتمدًا على نفس وسائل النقل التي استخدمها في رحلته التاريخية؛ الجِمال. قافلة الرحلة ضمت أربع ركائب وعشرة جمال، بالإضافة إلى فريق دعم يقوم بقطع مسافة تصل إلى 50 كيلومترًا يوميًا.

الرحلة تمتد على طول 1200 كيلومتر، ومرت بعدة مناطق تاريخية وطبيعية تشبه الأماكن التي مر بها لورنس في رحلته الشهيرة.

قائد الرحلة، هاوارد ليدهام، أكد في حديثه لـ”أخبار 24″ أن هذه الرحلة هي واحدة من أهم رحلات الجِمال في العصر الحديث، لما تحمله من أهمية تاريخية وتجسد العلاقة الخاصة بين الإنسان والجمل.

وأضاف أن التعاون بين الجمل والإنسان هو الذي جعل هذه الرحلة ممكنة، إذ كانت الجِمال الوسيلة الأساسية التي اعتمد عليها لورنس أثناء عبوره الصحراء.

وأشار ليدهام إلى أنهم لم يواجهوا أي صعوبات في الحصول على التصاريح اللازمة من السلطات السعودية، مشيدًا بحسن الاستقبال والضيافة التي لاقوها من السكان المحليين في كل منطقة مروا بها، قال: “كان الترحيب كبيرًا من الأهالي، والكثير منهم التقطوا لنا صورًا تذكارية، وبعضهم عرض علينا الطعام والشراب.”

الرحلة انطلقت من الوجه حيث قطعوا 250 كيلومترًا من أصل المسافة الإجمالية، مرورًا بجبال الحجاز وواحة الحجارة الحمراء، كما شهدوا العديد من المناظر الطبيعية الخلابة التي وصفها ليدهام بأنها “تشعرك وكأنها لوحة فنية”، فضلًا عن المناطق التي تحتوي على براكين خامدة، وحيوانات برية مثل النسور الذهبية.

وأشار ليدهام إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها بمثل هذه الرحلة في السعودية، معربًا عن اعتقاده بأنهم ربما يكونون أول من أعاد تنفيذ تفاصيل الرحلة كما كانت في السابق على ظهور الجِمال.

على الرغم من أن هناك من حاول إعادة الرحلة باستخدام السيارات، إلا أن رحلة البريطانيين هي الأوَل التي تتم على الإبل وفق نفس المسار والتفاصيل التاريخية.

هذه الرحلة لا تمثل مجرد تجربة سياحية، بل هي أيضًا إحياء لتراث مهم يعكس جزءًا من تاريخ المنطقة، ويجسد الفهم العميق للمغامرات التي خاضها لورنس في صحراء شبه الجزيرة العربية، مع تأكيد أهمية الحفاظ على هذا التراث للأجيال القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى