العقبات في عسير.. شرايين اقتصادية وجسور للتواصل بين الجبال والسهول
تؤدي العقبات المنفذة في منطقة عسير دورًا أساسيًا في تسهيل حركة التنقل وربط المناطق الجبلية بالسهول الساحلية. ساهمت هذه المشروعات الحيوية في تعزيز النشاط الاقتصادي والتجاري، إلى جانب تشجيع الحركة السياحية، خاصة نحو المحافظات التهامية والمناطق الساحلية ذات الأجواء الدافئة.
البنية التحتية ودورها في التنمية
تعد عقبة ضلع من أبرز المشاريع في منطقة عسير، حيث تربط مدينة أبها بمنطقة جازان. يعبرها يوميًا آلاف المركبات المتجهة نحو المناطق الدافئة في السهول وساحل البحر الأحمر. يشكل هذا الطريق محورًا رئيسيًا يسهل حركة السكان والبضائع، ويعزز الأنشطة التجارية بين المنطقتين.
أما عقبة شعار، فتمثل شريانًا حيويًا يربط مدينة أبها بمحافظة محايل، ومنها إلى شواطئ سعيدة الصوالحة، البرك، القحمة، وصولًا إلى الواجهة البحرية في الحريضة. هذا المسار يعتبر خيارًا مفضلًا للسكان والسياح الباحثين عن التنقل السهل بين المناطق الجبلية والساحلية.
عقبة الصماء، بدورها، تربط متنزه السودة بمحافظة رجال ألمع. تُعد هذه العقبة نقطة جذب سياحية بفضل المناظر الطبيعية الخلابة والأجواء الدافئة التي يستمتع بها العابرون.
مشاريع جديدة تعزز الترابط
شهدت منطقة عسير تنفيذ عقبات جديدة تهدف إلى زيادة الترابط بين المحافظات الجبلية والسهول الساحلية. تشمل هذه المشاريع عقبة التوحيد التي تربط محافظة النماص بمحافظة المجاردة، وعقبة برمة التي تصل محافظة تنومة بمحافظة بارق، بالإضافة إلى عقبة تلاع بمحافظة النماص.
هذه المشاريع الحديثة لعبت دورًا كبيرًا في تقليص المسافات بين المناطق المختلفة، ما زاد من سهولة التنقل وأدى إلى تعزيز النشاط السياحي والتجاري.
تعزيز الاقتصاد والسياحة
ساهمت هذه العقبات في تشجيع آلاف السكان والسياح على زيارة المناطق التهامية والساحلية. هذه الزيادة في عدد الزوار دفعت الحركة الاقتصادية إلى النمو، حيث شهدت المناطق المستفيدة من هذه الطرق استثمارات متنوعة في قطاعات السياحة والتجارة والخدمات.
المشاريع السياحية التي استفادت من هذه الحركة تشمل المراكز التجارية، الشقق الفندقية المخدومة، الشاليهات، المطاعم، الكافيهات، والمرافق الترفيهية. كما أسهمت الفعاليات والمهرجانات في استقطاب مزيد من الزوار، ما جعل المناطق الساحلية في عسير وجهة سياحية مفضلة خلال فصول السنة المختلفة.
مستقبل واعد
التطور الملحوظ في شبكة الطرق والعقبات يعكس رؤية منطقة عسير في تعزيز البنية التحتية ورفع كفاءة التنقل بين مناطقها المتنوعة. هذا الاستثمار في المشاريع الحيوية لا يخدم فقط التنمية الاقتصادية، بل يسهم أيضًا في تحقيق توازن بين الجبال والسهول من حيث الفرص التنموية.
تُعد العقبات في عسير نموذجًا مثاليًا لدمج الجغرافيا المتنوعة في خطة تنموية متكاملة. مع استمرار هذه الجهود، تظل منطقة عسير واجهة رئيسية تجمع بين الجمال الطبيعي والفرص الاقتصادية، ما يعزز مكانتها كوجهة سياحية وتجارية رئيسية في المملكة.