صحة و جمال

القهوة تعزز صحة الأمعاء والقلب والدماغ

كشف باحثون في جامعة “ترينتو” الإيطالية عن نتائج دراسة جديدة تؤكد أن تناول القهوة بشكل يومي يمكن أن يساهم في تحفيز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يعود بالفائدة على صحة القلب والدماغ.

الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Microbiology العلمية، تقدم رؤى مبتكرة حول العلاقة بين القهوة وصحة الأمعاء، بالإضافة إلى تأثيراتها الإيجابية على صحة الجسم بشكل عام.

تعزيز صحة الأمعاء وتحفيز البكتيريا النافعة

أظهرت الدراسة أن شرب القهوة بانتظام يساهم في زيادة مستويات بكتيريا Lawsonibacter asaccharolyticus، وهي نوع من البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء.

هذه البكتيريا تلعب دورًا مهمًا في إنتاج حمض الهيدروكلوريك الذي يساعد في تحسين عملية الهضم وتعزيز حركات الأمعاء. كما تساهم هذه البكتيريا في تخفيف مشكلة الإمساك من خلال تعزيز عمليات الهضم الطبيعية.

تأثير البوليفينول في القهوة

أحد أبرز الاكتشافات في هذه الدراسة هو تأثير مادة البوليفينول الموجودة في القهوة. هذه المادة لها خصائص قوية تعزز نمو البكتيريا النافعة، وتساعد على منع نمو مسببات الأمراض في الأمعاء.

كما أوضحت الدراسة أن البكتيريا المعوية تستفيد من الألياف الغذائية الموجودة في حبوب القهوة، مما يساهم في تعزيز توازن الميكروبيوم المعوي.

تقنية الميتاجينوميات تكشف عن العلاقة بين القهوة والأمعاء

استندت الدراسة إلى تحليل بيانات الأمعاء لـ 23115 مشاركًا باستخدام تقنية الميتاجينوميات. هذه التقنية المتقدمة توفر رؤى دقيقة حول تكوين الميكروبيوم المعوي من خلال تسلسل المحتوى الجيني لعينة البراز، من خلال هذه التقنية، تمكن الباحثون من ملاحظة التحسينات التي يحدثها استهلاك القهوة على تنوع البكتيريا المعوية.

الفوائد العامة للقهوة: صحة القلب والدماغ

إلى جانب تأثيرها الإيجابي على الأمعاء، تشير الأبحاث السابقة إلى أن القهوة تلعب دورًا في تعزيز صحة القلب والدماغ، فقد أظهرت دراسات سابقة أن شرب القهوة بانتظام يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ويعزز الأداء العقلي والتركيز.

إن احتواء القهوة على مركبات مثل الكافيين والبوليفينول يجعلها خيارًا مثاليًا لتحسين الصحة العامة، يساعد الكافيين في تحفيز النشاط الدماغي وزيادة اليقظة، بينما يعمل البوليفينول كمضاد أكسدة يحمي خلايا الجسم من التلف.

النتائج والآفاق المستقبلية

تفتح هذه الدراسة آفاقًا جديدة لفهم تأثير القهوة على صحة الأمعاء، وقد تشجع هذه النتائج الأشخاص على تضمين القهوة في نظامهم الغذائي بشكل أكثر انتظامًا.

مع ذلك، من المهم أن يتم تناول القهوة بشكل معتدل، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في تناولها إلى آثار جانبية مثل الأرق أو زيادة معدل ضربات القلب.

هذه الدراسة تقدم أدلة قوية على أن القهوة ليست مجرد مشروب منبه، بل يمكن أن تكون جزءًا من استراتيجية صحية لتعزيز صحة الأمعاء، القلب، والدماغ.

ويشير الباحثون إلى أن المزيد من الدراسات ستساعد في الكشف عن فوائد أخرى محتملة لتناول القهوة بشكل منتظم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى