“العقير” يشهد 115 عاماً على تأسيس حرس الحدود
يعد ميناء العقير في محافظة الأحساء، أحد المعالم التاريخية التي تحمل في طياتها ذكرى تأسيس المديرية العامة لحرس الحدود في المملكة العربية السعودية، حيث يمثل هذا الموقع بداية حقيقية لحماية الحدود البحرية والساحلية في المنطقة الشرقية قبل 115 عامًا، تحديدًا في عام 1331هـ.
العقير: نقطة انطلاق في حماية السواحل
يعتبر ميناء العقير، الذي يقع على ساحل الخليج العربي، نقطة انطلاق هامة لعملية تنظيمية مبكرة في تاريخ المملكة، حيث أسهم بشكل كبير في تأسيس دور حرس الحدود.
كان الميناء في تلك الفترة من أبرز الموانئ التجارية في المملكة، حيث كانت العمليات الأمنية والتجارية تتم من خلال زوارق شراعية صغيرة يتم استخدامها بالتوازي مع دوريات من راكبي الهجن، التي كانت تتحرك على طول الشاطئ لمراقبة السواحل وحمايتها من التهديدات المختلفة.
تعتبر هذه الإجراءات بداية فاعلة لحماية الحدود البحرية في المملكة، وهو ما ساعد في تأمين التجارة البحرية، وضمان أمن السواحل عبر ممارسات أمنية فعالة شملت المتابعة والمساعدة في العمليات التجارية.
ومن خلال هذه الخطوات، كانت بداية تكوين هيكل حرس الحدود السعودي الذي استمر في تطوير وتوسيع مهامه مع مرور الوقت.
العقير في ذاكرة التاريخ السعودي
لا يقتصر دور ميناء العقير على كونه نقطة انطلاق حرس الحدود فقط، بل يمثل جزءًا من ذاكرة المملكة التاريخية، حيث أن تأسيسه كان بمثابة نقطة تحول هامة في تاريخ المملكة الأمني، واليوم، يظل الميناء شاهدًا حيًا على تطور الحماية الأمنية للمملكة، وهو ما يجعله ذا قيمة تاريخية كبيرة.
وفي سياق الاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي، يعرض جناح حرس الحدود في معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن) في مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في دورته التاسعة بالصياهد، شمال منطقة الرياض، مجسمًا محاكياً للميناء، الذي يعكس هذه الحقبة الزمنية ويعزز من مكانته التاريخية.
ويستطيع زوار المعرض مشاهدة هذا النموذج الذي يعكس تطور دور حرس الحدود في تأمين الحدود السعودية، من خلال استخدام الوسائل القديمة في الحماية وصولاً إلى التقنيات الحديثة المستخدمة في تأمين السواحل البحرية.
ميناء العقير وتطور دور حرس الحدود
من خلال هذه المناسبة، يبرز الدور المحوري لحرس الحدود في الحفاظ على أمن المملكة، خاصة في المجالات المتعلقة بحماية السواحل البحرية والحدود البحرية التي تمتد على ساحل الخليج العربي.
وقد أثبت حرس الحدود كفاءة كبيرة في ضمان سلامة السواحل السعودية وحمايتها من التهديدات الأمنية والمخاطر المتنوعة.
وفي ختام العرض، يظل ميناء العقير رمزًا حيًا يروي قصة تأسيس حرس الحدود وتطور آلياته في مواجهة التحديات المختلفة، مما يسهم في تعزيز الأمن الداخلي وحماية الثروات الوطنية.