“مالك الحزين” يزور محمية الملك سلمان في فصل الشتاء ويستقر في بيئتها الطبيعية
تعد محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية واحدة من أهم المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية، حيث تمثل نقطة محورية لعبور الطيور المهاجرة سنويًا. تحظى المحمية ببيئة متوازنة وتضاريس متنوعة، مما يجعلها موطنًا لعدد كبير من الطيور المهاجرة والزواحف والأنواع الحيوانية الأخرى.
ويُعد طائر “مالك الحزين” أحد أبرز الزوار الشتويين لهذه المحمية، حيث يتواجد في المناطق الرطبة والمسطحات المائية داخل المحمية.
“مالك الحزين”: طائر مميز يلفت الأنظار
يتميز طائر “مالك الحزين” بحجمه الكبير وطول جسمه الذي يصل إلى 98 سم، بالإضافة إلى جناحيه الواسعين اللذين يمتدان حتى 195 سم، وزنه يصل إلى 2070 جرامًا، مما يجعله من الطيور التي تحظى بالاهتمام لدى الخبراء البيئيين.
يتغذى “مالك الحزين” على الأسماك والفقاريات الصغيرة، إضافة إلى اللافقاريات، وهو يعتبر من الطيور المهاجرة المهددة بالانقراض على المستوى الإقليمي.
وجود هذا الطائر في محمية الملك سلمان يعد من أهم مؤشرات التوازن البيئي داخل المحمية، حيث يساهم في دعم التنوع الحيوي في المناطق الرطبة، مما يعكس جهود المملكة في الحفاظ على البيئة وحمايتها من التدهور.
جهود الهيئة في حماية التنوع الحيوي
تسعى الهيئة الملكية للمحميات الطبيعية في المملكة إلى تحقيق التوازن البيئي المستدام من خلال برامج حماية ورصد مستمرة للأنواع المهددة بالانقراض، هذه البرامج تضمن الحفاظ على الكائنات الحية في بيئاتها الطبيعية، وتوفير الظروف المناسبة لها لتكاثرها واستمرار وجودها، وتعتبر محمية الملك سلمان نموذجًا للتزام المملكة بالحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية الأنواع المهددة من الانقراض.
وفي إطار هذه الجهود، تعمل الهيئة على مراقبة الطيور المهاجرة خلال هجرتها السنوية، بما في ذلك “مالك الحزين”، وذلك بالتعاون مع فرق ميدانية من الخبراء البيئيين.
هؤلاء الخبراء يتابعون وضع الطيور المهاجرة، ويعملون على توفير الرعاية والحماية لها خلال تواجدها في المملكة، خاصة في فترات عبورها في فصل الشتاء.
دور المحمية في دعم التنوع البيئي
تعتبر محمية الملك سلمان واحدة من أبرز المواقع التي تحتضن ما يقارب 290 نوعًا من الطيور، مما يعزز مكانتها كملاذ طبيعي للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض.
وتساهم المحمية بشكل كبير في استعادة الحياة الطبيعية داخل بيئاتها، من خلال العمل على إعادة توطين الأنواع الفطرية التي تواجه خطر الانقراض.
كما أن المحمية تلعب دورًا مهمًا في تعزيز جهود المملكة لتحقيق رؤية 2030، التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة البيئية.
من خلال الحفاظ على التنوع الأحيائي والعمل المستمر على إعادة توطين الأنواع الفطرية، تسعى المملكة إلى ضمان مستقبل بيئي مستدام للأجيال القادمة.
إن محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية لا تعتبر فقط موطنًا للعديد من الكائنات الحية، بل هي أيضًا مركز رئيسي للمحافظة على البيئة ودعم التنوع الحيوي.
وتعد زيارة “مالك الحزين” للمحمية بمثابة تذكير بأهمية الجهود المبذولة لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، والتزام المملكة بحماية البيئة من التهديدات التي قد تواجهها.