128 ألف موظفة سعودية في قطاع السياحة خلال 2024
كشفت الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية عن أرقام جديدة تسلط الضوء على التطور الكبير في قطاع السياحة بالمملكة، حيث أظهرت الإحصائيات أن إجمالي عدد العاملين في الأنشطة السياحية قد ارتفع بنسبة 5.15% خلال الربع الثاني من عام 2024، ليصل إلى 959.2 ألف موظف وموظفة.
تشير هذه الأرقام إلى النمو المستمر في القطاع السياحي السعودي، الذي يعد واحدًا من القطاعات التي تشهد توسعًا سريعًا في المملكة، في ظل رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تطوير السياحة كجزء من استراتيجيات التنوع الاقتصادي.
مشاركة سعودية ملحوظة في القطاع السياحي
بلغ عدد الموظفين السعوديين في الأنشطة السياحية 245.9 ألف موظف، بما يعادل 25.6% من إجمالي العاملين في القطاع السياحي، في المقابل، شكل العاملون غير السعوديين 74.4% من إجمالي العاملين في هذا القطاع، حيث بلغ عددهم 713.27 ألف موظف.
لكن اللافت في هذه الأرقام هو الدور المتزايد الذي تلعبه النساء السعوديات في قطاع السياحة. فقد سجل عدد الموظفات السعوديات في الأنشطة السياحية 128.1 ألف موظفة، ما يمثل 13.4% من إجمالي العاملين في هذا القطاع.
تعد هذه الإحصائيات مؤشرًا إيجابيًا على زيادة فرص العمل للمرأة السعودية في قطاع السياحة، الذي يشهد إقبالًا متزايدًا من قبل القوى العاملة النسائية.
ومنذ إطلاق رؤية المملكة 2030، تم تقديم العديد من المبادرات التي تهدف إلى تمكين المرأة في مختلف القطاعات الاقتصادية، ولا سيما السياحة التي تعد إحدى المجالات الواعدة بالنسبة للنساء في السعودية.
تعمل المملكة على تسهيل إجراءات عمل النساء في هذا القطاع عبر برامج تدريبية وتطويرية موجهة لتزويدهن بالمهارات اللازمة، الأمر الذي يسهم في تحفيز مشاركتهن الفعالة في سوق العمل.
ويعد قطاع السياحة من أبرز القطاعات التي تشهد انفتاحًا في المملكة، حيث تتوافر الفرص للنساء للعمل في الفنادق، والفعاليات، والمرافق السياحية، إضافة إلى دورهن المتزايد في الترويج للوجهات السياحية السعودية.
مساهمة السياحة في القطاع الخاص
من جانب آخر، بلغ إجمالي نسبة العاملين في الأنشطة السياحية من إجمالي العاملين في القطاع الخاص حوالي 8.6%، وهو ما يعكس الأهمية المتزايدة لهذا القطاع بالنسبة للاقتصاد السعودي.
وعلى الرغم من هذه النسبة الكبيرة، شهدت الأنشطة السياحية انخفاضًا طفيفًا في المشاركة من حيث عدد العاملين مقارنة بالعام الماضي، حيث انخفضت النسبة بنسبة 0.5% على أساس سنوي.
آفاق واعدة لمستقبل السياحة في السعودية
تواصل السعودية تطوير بنيتها التحتية السياحية وتوفير بيئة عمل مناسبة لجذب المستثمرين المحليين والدوليين إلى هذا القطاع الحيوي.
مع تزايد عدد العاملين في قطاع السياحة، تزداد التوقعات بأن يشهد هذا القطاع مزيدًا من التطوير والتوسع في السنوات القادمة، خصوصًا في ظل الاستثمارات الضخمة التي تشهدها المملكة في مجالات مثل السياحة البيئية، والسياحة الثقافية، والسياحة الترفيهية.
من المتوقع أن يسهم هذا النمو في تعزيز قطاع السياحة كمصدر رئيسي للدخل الوطني، وزيادة الفرص الوظيفية خاصة للنساء السعوديات.
كما أن السياسات الحكومية المستمرة في دعم وتطوير القطاع السياحي ستكون عاملاً محفزًا لزيادة عدد العاملين في هذا المجال وتحقيق الاستدامة في سوق العمل السعودي.
في النهاية، تؤكد هذه الإحصائيات على النجاح الكبير الذي حققته المملكة في تحقيق أهدافها التنموية المتعلقة بتوظيف المرأة وتعزيز مشاركتها في مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع السياحة الذي يعد أحد ركائز رؤية المملكة 2030.
