دراسة تحذر: الوجبات الجاهزة تقلل العمر وتزيد خطر الأمراض
كشف باحثون من جامعة ميشغان الأمريكية عن نتائج دراسة حديثة تحذر من الآثار السلبية للأطعمة فائقة المعالجة على الصحة العامة، مشيرين إلى أن هذه الأطعمة قد تقلل من متوسط العمر المتوقع.
وفقًا للدراسة التي نُشرت في دورية Nature Food العلمية، فإن الإدمان على الوجبات الجاهزة لا يؤثر فقط على صحة الجسم، بل يسرع من حدوث أمراض مزمنة ويؤدي إلى تقليص العمر بشكل ملحوظ.
إدمان الوجبات الجاهزة
تستند الدراسة إلى تحليل العلاقة بين الوجبات الجاهزة المليئة بالمواد المضافة وبين متوسط العمر، ووفقًا للنتائج، فإن تناول الأطعمة فائقة المعالجة، مثل النقانق و المشروبات الغازية، لا يضر فقط بالصحة العامة بل يساهم أيضًا في تقليص العمر، فقد أظهرت الدراسة أن قطعة واحدة من النقانق (الهوت دوغ) يمكن أن تقصر العمر بمقدار 36 دقيقة، بينما شرب مشروب غازي مع الوجبة نفسها يمكن أن يضيف 12 دقيقة أخرى من الخطر.
الآثار المدمرة للأطعمة فائقة المعالجة
تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على مكونات مصنعة تخضع لمعالجة شديدة وتتمتع عادةً بعمر تخزين أطول، وهي غالبًا ما تحتوي على مزيج من السكر، الدهون، الملح، والكربوهيدرات، مما يجعلها جذابة من الناحية التجارية.
تُظهر الدراسة أن هذا المزيج يؤثر على نظام المكافأة في الدماغ، مما يؤدي إلى الإدمان على تناول هذه الأطعمة ويصعب على الأشخاص الامتناع عنها.
أشارت الدراسة إلى أن تأثيرات هذه الأطعمة لا تقتصر على الوزن أو الصحة العامة فقط، بل تمتد إلى تأثيرات خطيرة على الوظائف الحيوية للجسم مثل الجهاز العصبي و الجهاز الهضمي، وهو ما يزيد من احتمالية الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، السكري، وبعض أنواع السرطان.
أطعمة تحسن العمر
في المقابل، أظهرت الدراسة أن بعض الأطعمة قد تسهم في إطالة العمر، على سبيل المثال، يُظهر تناول الأسماك زيادة في العمر بمقدار 28 دقيقة، في حين أن الفول السوداني يضيف 26 دقيقة و المكسرات تزيد العمر بمقدار 24 دقيقة.
كما أشار الباحثون إلى أن السلمون المدخن يمكن أن يضيف 16 دقيقة و الأرز مع الفاصولياء يمكن أن يزيد العمر بمقدار 13 دقيقة. أما الفاكهة فتزيد العمر بمقدار 10 دقائق.
لماذا نحب الأطعمة المعالجة؟
تتمتع الأطعمة فائقة المعالجة بمزايا مثل الراحة وسهولة التحضير، مما يجعلها خيارًا شائعًا لدى العديد من الأشخاص، إضافة إلى ذلك، توفر هذه الأطعمة إحساسًا مؤقتًا بالمتعة بفضل تأثيراتها على الدماغ، مما يجعلها مشجعة على الاستهلاك بشكل مستمر.
وقد أظهرت الأبحاث أن هذه الأطعمة تُؤثر بشكل عميق على نظام المكافأة في الدماغ، مما يجعل الأشخاص يميلون إلى الإفراط في تناولها.
التوجه نحو العادات الغذائية الصحية
تسعى الدراسات الحديثة إلى تحفيز الأفراد على تغيير عاداتهم الغذائية والابتعاد عن الأطعمة المعالجة، حيث أصبح من الواضح أن التوجه نحو الطعام الطبيعي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين الصحة العامة.
لذلك، يوصي الخبراء بإعطاء الأولوية للطعام الطازج والمتوازن، مثل الأسماك والمكسرات والخضروات والفواكه، التي توفر الفوائد الصحية طويلة المدى.
إن الإفراط في تناول الأطعمة الجاهزة والمصنعة قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتقصير العمر، من الضروري أن تكون العادات الغذائية جزءًا من استراتيجية صحية شاملة للوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة العامة، يضاف إلى ذلك أن تغيير نمط الحياة الغذائي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي في تحسين متوسط العمر المتوقع.
إذا كنت ترغب في تحسين صحتك والعيش لفترة أطول، قد تكون الخطوة الأولى هي تقليل تناول الأطعمة فائقة المعالجة والتركيز على الطعام الصحي والمتوازن.