مطارات جنوب شرق آسيا تتصدر مشهد الطيران العالمي في 2024
يشهد قطاع الطيران في جنوب شرق آسيا طفرة ملحوظة تعكس الدور الحيوي للمنطقة في خارطة الطيران العالمي، حيث تصدرت مطاراتها قائمة الأكثر ازدحامًا في ديسمبر 2024، وفقًا لتقرير صادر عن شركة “OAG”.
هذه الدراسة، التي تعتمد على إجمالي عدد المقاعد المتاحة للمسافرين، أبرزت أهمية هذه المطارات كمحاور رئيسية للسفر الإقليمي والدولي، مدفوعة بالنمو الاقتصادي المتسارع والسياحة المتزايدة.
مطار شانغي سنغافورة في القمة
تصدر مطار شانغي سنغافورة القائمة، حيث استقبل 3.75 مليون مسافر في شهر ديسمبر وحده، مما يعكس مكانته كمركز عالمي رائد للسفر.
يُعتبر شانغي نموذجًا يُحتذى به من حيث الابتكار والخدمات، حيث يجذب المسافرين بتصميمه المتطور، وخدماته المتميزة، والاتصالات الجوية الواسعة التي تربطه بأغلب وجهات العالم.
بانكوك وجاكرتا منافسة قوية
في المرتبة الثانية، جاء مطار سوفارنابومي في بانكوك، الذي استوعب 3.47 مليون مسافرK يعكس هذا الرقم أهمية العاصمة التايلاندية كوجهة سياحية وتجارية رئيسية في المنطقة.
من جهته، احتل مطار سوكارنو هاتا في جاكرتا المركز الثالث بـ 3.28 مليون مسافر، ما يعزز مكانة إندونيسيا كأكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا ومركزًا إقليميًا رئيسيًا.
كوالالمبور ومانيلا نمو استراتيجي
حافظ مطار كوالالمبور الدولي في ماليزيا على مركزه كواحد من أكثر المطارات ازدحامًا في المنطقة، حيث استقبل 3.14 مليون مسافر في ديسمبرK استفاد المطار من موقعه الاستراتيجي، إضافة إلى تعزيز الرحلات الجوية مع وجهات رئيسية في آسيا وأوروبا.
أما مطار نينوي أكينو الدولي في مانيلا، فقد استقبل 2.74 مليون مسافر، مدفوعًا بازدهار السياحة في الفلبين وتزايد تدفق الزوار من الصين وأمريكا الشمالية.
فيتنام وإندونيسيا الوجهات الصاعدة
برهنت فيتنام على صعودها كوجهة سياحية بارزة، حيث سجل مطار تان سون نهات في مدينة هوشي منه عددًا كبيرًا من المسافرين بلغ 2.17 مليون.
في حين أن مطار دينباسار-بالي الإندونيسي، المعروف بأنه بوابة لجزيرة بالي السياحية، استقبل 1.36 مليون مسافر، مما يعكس الإقبال المتزايد على السفر إلى الوجهات الشاطئية والطبيعية في المنطقة.
يعزو المحللون هذا النمو الاستثنائي في السفر الجوي بجنوب شرق آسيا إلى عدة عوامل، أبرزها: الانتعاش السريع للسياحة بعد الجائحة، والنمو الاقتصادي في الأسواق الناشئة، وانتشار شركات الطيران منخفضة التكلفة التي جعلت السفر الجوي أكثر سهولة.
لضمان استدامة هذا الزخم، تعمل الحكومات وشركات الطيران في جنوب شرق آسيا على استثمارات كبيرة في البنية التحتية للمطارات.
,من توسعة المرافق وزيادة السعة الاستيعابية إلى تبني تقنيات ذكية لتحسين تجربة السفر، تسعى المنطقة إلى تعزيز موقعها التنافسي عالميًا.
مع استمرار تصدر مطارات جنوب شرق آسيا قائمة الأكثر ازدحامًا، يتوقع الخبراء أن تؤدي هذه المراكز دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل الطيران العالمي.
بالإضافة إلى تعزيز الاتصال بين الشرق والغرب، تسهم هذه المطارات في دعم التجارة والسياحة والتنمية الاقتصادية على نطاق واسع، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في معادلة العولمة.
بهذا الأداء القوي والاهتمام المتزايد بالسفر الجوي، تُثبت جنوب شرق آسيا مرة أخرى أنها ليست فقط وجهة سياحية واقتصادية بارزة، بل أيضًا لاعبًا رئيسيًا في صناعة الطيران العالمية.
