اكتشاف كوكب خارجي عملاق يكشف عن أسرار جديدة في علم الفلك
أعلن فريق من علماء الفلك الدوليين عن اكتشاف كوكب خارجي عملاق جديد يُدعى “NGTS-33b”، يبعد حوالي 1430 سنة ضوئية عن الأرض.
يُعتبر هذا الكوكب واحدًا من أضخم الكواكب الخارجية المعروفة، حيث يفوق كوكب المشتري، أكبر كواكب نظامنا الشمسي، من حيث الحجم والكتلة.
خصائص الكوكب
يتسم الكوكب “NGTS-33b” بخصائص مميزة جعلته محط اهتمام الأوساط العلمية. يبلغ نصف قطره 1.64 مرة من نصف قطر المشتري، بينما تصل كتلته إلى 3.63 مرة من كتلة المشتري.
ورغم ضخامته، يتمتع الكوكب بكثافة منخفضة للغاية تُقدر بحوالي 0.19 غرام لكل سنتيمتر مكعب، مما يجعله ضمن قائمة الكواكب العملاقة ذات الكثافة القليلة.
يدور الكوكب حول نجمه المضيف، “NGTS-33″، في مدار قريب للغاية، حيث يكمل دورة كاملة خلال 2.82 يوم فقط، هذا المدار الضيق يجعل الكوكب عرضة لتأثيرات حرارية عالية، مما يؤدي إلى تمدد نصف قطره بنسبة 15% عن المتوقع، وهي خاصية فريدة تساعد في دراسته بشكل أعمق.
يُعد النجم “NGTS-33″، الذي يدور حوله الكوكب المكتشف، من النجوم من الفئة “A9V”، وهي نجوم تُعرف بحرارتها العالية وإضاءتها القوية، يمتلك النجم كتلة أكبر بنسبة 60% من كتلة الشمس، ويبلغ نصف قطره 1.47 مرة من نصف قطر الشمس. ويُقدر عمر هذا النجم بين 10 و50 مليون سنة، مما يجعله نجمًا شابًا نسبيًا في مقياس أعمار النجوم.
يُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في مجال دراسة الكواكب الخارجية، خصوصًا الكواكب العملاقة التي تدور حول نجوم ساخنة وشابة، يُشار إلى أن عدد الكواكب المكتشفة التي تشبه “NGTS-33b” محدود للغاية، حيث لا تتجاوز 11 كوكبًا معروفة حاليًا.
يشكل الكوكب هدفًا مميزًا لدراسات متعددة تشمل:
- البنية الداخلية للكواكب العملاقة: بفضل كثافته المنخفضة وحجمه الكبير.
- التأثيرات الحرارية: الناتجة عن قربه الشديد من النجم المضيف.
- تكوين الغلاف الجوي: لمعرفة تأثير الإشعاع العالي على غلافه الجوي.
جرى اكتشاف الكوكب باستخدام تقنية العبور الضوئي، التي تعتمد على مراقبة انخفاض ضوء النجم عند مرور الكوكب أمامه، ويعود الفضل في هذا الاكتشاف إلى شبكة التلسكوبات الصغيرة المعروفة باسم NGTS (Next-Generation Transit Survey)، والتي تُستخدم في مراقبة السماء بحثًا عن كواكب خارجية جديدة.
يأمل العلماء أن يُسهم اكتشاف “NGTS-33b” في تطوير فهمهم لكيفية تكوّن وتطور الكواكب العملاقة، خاصة تلك التي تدور حول نجوم شابة وساخنة.
كما يُتوقع أن يكون هذا الكوكب هدفًا لدراسات مستقبلية باستخدام تلسكوبات متقدمة مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي يمكنه تحليل تركيب غلافه الجوي بدقة غير مسبوقة.
ختامًا، يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة لاستكشاف العوالم البعيدة، ويُضاف إلى قائمة الإنجازات العلمية التي توسع مدارك البشرية حول الكون وأسراره المدهشة.