السياحة في الأردن: 53.4% من الزوار عرب خلال عشرة أشهر وسط تراجع طفيف في أعداد السياح الدوليين
أصدرت وزارة السياحة والآثار الأردنية بيانات حديثة كشفت أن نسبة كبيرة من السياح الذين زاروا المملكة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الحالي كانوا من الدول العربية، حيث شكلوا 53.4% من إجمالي الزوار.
ويعكس هذا الرقم أهمية الأردن كوجهة رئيسية للسياح العرب، في ظل استمرار الجهود الوطنية لتعزيز القطاع السياحي رغم التحديات.
ارتفاع عدد الزوار العرب وتنوع مصادر السياحة
وفقاً للإحصاءات الرسمية، بلغ عدد الزوار العرب حوالي 2.775 مليون زائر من إجمالي 5.191 مليون زائر خلال الفترة المذكورة، ويبرز هذا الرقم مكانة الأردن كوجهة سياحية مفضلة للزوار من دول المنطقة، مدعوماً بالعديد من العوامل، بما في ذلك التراث الثقافي الغني، المواقع التاريخية مثل البتراء والبحر الميت، والتقارب الثقافي واللغوي.
في المقابل، أشارت البيانات إلى انخفاض بنسبة 6.6% في أعداد الزوار الدوليين مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، حيث بلغ عدد الزوار 5.559 مليون في 2023.
احتل الأردنيون المغتربون المرتبة الثانية من حيث عدد الزوار الدوليين، حيث بلغ عددهم حوالي 1.489 مليون زائر، ما يعادل 28.6% من إجمالي الزوار، يعكس هذا الدور البارز للمغتربين في دعم قطاع السياحة، سواء من خلال زياراتهم أو المساهمة في الاقتصاد الوطني عبر الأنشطة السياحية.
تنوع الجنسيات وتوزيع النسب
تظهر البيانات تنوعاً ملحوظاً في مصادر السياحة إلى الأردن. فقد جاءت النسب كالتالي:
- الأوروبيون: 10.9% من الزوار، بإجمالي 570.5 ألف زائر.
- الدول الآسيوية: 3.2%، بما يعادل 168.3 ألف زائر.
- الجنسيات الأميركية: 2.8%، بإجمالي 146.7 ألف زائر.
- الدول الأفريقية: 0.75% فقط، بما يقارب 38.7 ألف زائر.
انخفاض أعداد سياح المبيت وزوار اليوم الواحد
أظهرت الإحصاءات تراجعاً في أعداد سياح المبيت بنسبة 4.6% مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغ عددهم 4.439 مليون سائح، بانخفاض قدره 218 ألف سائح.
أما زوار اليوم الواحد، فقد انخفضت أعدادهم بنسبة 16.6%، ليصلوا إلى 752.1 ألف زائر مقارنة بـ 902.7 ألف زائر في الفترة نفسها من العام السابق.
نظرة على أرقام العام الماضي
في عام 2023، استقبل الأردن حوالي 6.353 مليون زائر، كانت غالبيتهم من سياح المبيت، حيث بلغ عددهم أكثر من 5.345 مليون سائح، بينما سجل زوار اليوم الواحد حوالي مليون سائح.
يبدو أن التراجع الطفيف في أعداد الزوار الدوليين يعكس التحديات التي تواجهها صناعة السياحة العالمية، بما في ذلك الأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية. ومع ذلك، فإن الهيمنة العربية على نسب الزوار تسلط الضوء على أهمية الأسواق الإقليمية بالنسبة للأردن.
الحكومة الأردنية تواصل تنفيذ استراتيجيات لتعزيز القطاع السياحي، بما في ذلك تطوير البنية التحتية، تعزيز التسويق السياحي الدولي، وتقديم تسهيلات إضافية لجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
يظل الأردن وجهة جذابة للسياحة العربية والدولية على حد سواء، بفضل مزيجه الفريد من المعالم التاريخية والثقافية والطبيعية. ومع الجهود المستمرة لتعزيز القطاع، يُتوقع أن تستعيد المملكة نموها السياحي في السنوات القادمة.