السعودية تستثمر 100 مليون دولار سنويًا لتعزيز التوطين في القطاع السياحي
أكد وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب أن المملكة العربية السعودية تنفق حوالي 100 مليون دولار سنويًا بهدف تعزيز نسبة التوطين في القطاع السياحي، مشيرًا إلى أن المملكة تعمل على استثمار 500 مليار دولار على مدى 15 عامًا لتطوير هذا القطاع الحيوي.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال النسخة الثانية من منتدى المحتوى المحلي الذي انعقد في العاصمة الرياض، مؤكدًا التزام المملكة بتنمية قطاع السياحة الوطني وجعلها أحد القطاعات الرائدة في الاقتصاد المحلي.
استثمارات ضخمة لتطوير السياحة في السعودية
أوضح الخطيب أن الحكومة السعودية خصصت هذه المبالغ لتدريب نحو 100 ألف سعودي وسعودية سنويًا من خلال برامج تدريبية تهدف إلى تمكينهم من العمل في مجالات السياحة المختلفة، وذلك في إطار استراتيجية المملكة لتوطين الوظائف في هذا القطاع المهم.
وأضاف أن المملكة تركز على جذب الاستثمار في هذا القطاع، حيث تعتزم ضخ أكثر من 500 مليار دولار خلال الـ 15 عامًا القادمة بهدف تطوير البنية التحتية وتعزيز التجارب السياحية في المملكة.
نمو ملحوظ في دخل السياحة السعودي
كما أشار وزير السياحة السعودي إلى أن القطاع السياحي شهد نموًا ملحوظًا في عام 2024، حيث وصلت مساهمة السياحة في الاقتصاد المحلي إلى حوالي 5% في النصف الأول من العام الجاري، مستهدفًا رفع هذه النسبة إلى 10% في السنوات المقبلة.
وأوضح الخطيب أن هذا الهدف يتطلب تطوير مستمر للبنية التحتية السياحية، وتوفير بيئة جذابة للاستثمارات الأجنبية والمحلية على حد سواء.
وتشكل هذه النسبة ما يعادل 600 إلى 700 مليار ريال من دخل السياحة، وهو رقم يعكس القوة الاستدامة للقطاع كما في بعض الدول الرائدة في السياحة مثل فرنسا وإسبانيا.
السعودية في المركز الـ 11 عالميًا في عدد السياح الدوليين
تحدث الخطيب عن مكانة المملكة في قطاع السياحة العالمي، حيث أشار إلى أن المملكة تحتل المركز الـ 11 عالميًا في عدد السياح الوافدين إليها.
هذه المكانة تعكس نجاح المملكة في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم، من خلال تطوير المشاريع السياحية الكبرى مثل مشروع البحر الأحمر ونيوم، بالإضافة إلى استضافة الفعاليات العالمية مثل موسم الرياض الذي يزداد جذبًا للسياح سنويًا.
إنفاق ضخم من الزوار الوافدين
وفي إطار نمو القطاع السياحي، أعلنت وزارة السياحة في مارس الماضي عن أرقام قياسية في إنفاق الزوار الوافدين إلى المملكة، حيث بلغ إجمالي الإنفاق 135 مليار ريال (ما يعادل 36 مليار دولار) في عام 2023، بزيادة قدرها 42.8% مقارنة بالعام السابق، وهذه الزيادة الكبيرة تؤكد على الاهتمام المتزايد من قبل السياح الدوليين بزيارة المملكة.
خطط مستقبلية للنمو والابتكار في القطاع السياحي
تسعى المملكة إلى جذب استثمارات خاصة بقيمة 80 مليار دولار في قطاع السياحة بحلول عام 2030، مع خطة طموحة لإنفاق حوالي 800 مليار دولار على صناعة السياحة خلال العقد المقبل.
هذه الاستثمارات تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد على النفط، في إطار رؤية المملكة 2030.
تستمر المملكة العربية السعودية في تنفيذ خططها الطموحة لتطوير قطاع السياحة وجعلها أحد أعمدة الاقتصاد الوطني. من خلال الاستثمار في التدريب والتطوير وفتح أبواب جديدة للاستثمار، فإن المملكة تضع نفسها في موقع قوي لتصبح وجهة سياحية رائدة على مستوى العالم، مع ضمان توفير فرص عمل محلية وتوطين الوظائف في هذا القطاع الواعد.