50 % من السعوديين يخططون للقيام برحلات سياحية بغرض الترفيه والاستجمام العام المقبل
يكشف تقرير “هيلتون” لعام 2025 حول اتجاهات السفر عن شغف السعوديين المستمر بالترحال، سواء داخل المملكة أو خارجها، واستكشاف مناطق جديدة وثقافات متنوعة لم يروها من قبل.
ويُظهر التقرير أن السعوديين باتوا أكثر حرصًا على خوض تجارب مميزة خارج السياقات التقليدية، حيث يخطط نحو 50% منهم للقيام برحلات سياحية بغرض الترفيه والاستجمام خلال العام المقبل، ويعكس هذا التوجه تعطش السعوديين للانخراط في تجارب ثقافية متنوعة، مما يسهم في تعزيز السياحة العالمية وأيضًا السياحة الداخلية في المملكة.
وتحظى الأنشطة الثقافية بشعبية خاصة بين السعوديين، حيث يُعرف عنهم تقديرهم للتجارب الثقافية الأصيلة التي تربطهم بتراث الوجهات التي يزورونها.
ووفقاً للتقرير، يعتبر التعرف على ثقافات جديدة واستكشاف جوانب تراثية محلية من أبرز العوامل التي تدفع السعوديين للسفر، إذ أعرب 28% من المسافرين السعوديين عن حرصهم على التعرف على ثقافات جديدة عند التخطيط لرحلاتهم.
ويفضل معظم المسافرين السعوديين قضاء وقتهم في وجهات تخلق لهم ذكريات خالدة؛ فقد أفاد التقرير بأن 81% من السعوديين يميلون إلى اختيار وجهات توفر تجارب أصيلة وفريدة من نوعها، كما أن 79% منهم يسعون للتعرف على الثقافة المحلية عبر الابتعاد عن الأنشطة السياحية النمطية التي غالباً ما تقتصر على المعالم الشهيرة.
ويبرز هذا التوجه رغبة السعوديين في الانغماس بتجارب سياحية فريدة، من خلال زيارة أماكن تعكس أسلوب حياة المجتمع المحلي، واستكشاف تجارب غير تقليدية تُقدم عبر عروض سياحية مخصصة تتيح لهم التواصل مع تراث وثقافة البلد المضيف.
كما يتبين من التقرير أن للماضي دورًا هامًا في تشكيل قرارات السفر لدى العائلات السعودية، حيث يُفضل ثلاثة من كل أربعة مسافرين اصطحاب أطفالهم إلى وجهات سبق أن زاروها خلال طفولتهم.
ويعكس هذا التوجه رغبة السعوديين في نقل تجاربهم السابقة وتقديم لحظات مليئة بالذكريات لأبنائهم، علاوةً على ذلك، يعتبر حوالي 74% من السعوديين، الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و49 عامًا، أن الأطفال يجب أن يشاركوا في اتخاذ قرارات السفر، ويعطونهم حرية اختيار المطاعم لتناول الوجبات، مما يشير إلى تطور النظرة نحو السفر كفرصة للتفاعل العائلي وتعزيز روابط الأجيال.
ويشارك حتى الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا، الأطفال في اختيار الأماكن والأنشطة، كما يولي السعوديون عناية فائقة لتحقيق رغبات أبنائهم عند السفر، إذ يُظهر التقرير أن حوالي 75% من العائلات السعودية تضع اختيارات أطفالها في الاعتبار عند تحديد الوجهات السياحية.
أبرز التقرير ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة المسافرين السعوديين الذين يصطحبون حيواناتهم الأليفة معهم خلال الرحلات، حيث سجل نحو 16% من المسافرين السعوديين اصطحابهم لحيواناتهم الأليفة أثناء الإجازات، مما يعكس اتجاهًا جديدًا يسعى فيه السعوديون إلى كسر الحواجز التي قد تعيق رحلاتهم مع حيواناتهم، هذا التوجه يعكس حرصهم على تضمين حيواناتهم الأليفة ضمن تجاربهم السياحية والاهتمام براحتها واحتياجاتها أثناء التنقل.
تأتي نتائج هذا التقرير لتشير إلى مستقبل واعد لصناعة السياحة في المملكة العربية السعودية، حيث من المتوقع أن تشهد المملكة نموًا متسارعًا في الطلب على وجهات السفر الداخلية والخارجية.
ويستعد قطاع السياحة لاستقبال مواطنين سعوديين بمتطلبات متنوعة، بداية من الاهتمام بالمغامرات الخارجية التي تجذب الشباب، وصولاً إلى السفر العائلي الذي يولي أهمية كبيرة للتجارب التي تناسب كل أفراد الأسرة، كما أن التوجه نحو اصطحاب الحيوانات الأليفة يعكس استعداد السوق السياحية لتلبية متطلبات جديدة تلبي احتياجات السعوديين وتراعي نمط حياتهم المتجدد.
ختاماً، يعكس هذا التقرير تحولاً إيجابياً في عادات السفر لدى السعوديين الذين باتوا ينظرون إلى السفر كفرصة لاستكشاف العالم والتعرف على ثقافات جديدة، إلى جانب كونها وسيلة لإحياء الذكريات العائلية وتقديم تجارب جديدة لأطفالهم.