صباح علال رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي: السياحة العربية محرك أساسي لدعم الاقتصاد وتحقيق التنمية المستدامة
أكد صباح علال، رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي، على الأهمية البالغة التي تمثلها السياحة كقطاع اقتصادي استراتيجي في البلدان العربية، مشيرًا إلى أن هذا القطاع يشكل ركيزة أساسية لدعم الاقتصاديات العربية ويعزز من معدلات النمو وخلق فرص العمل، بما يسهم في دفع عجلة التنمية المستدامة.
وصرح علال بأن السياحة العربية، بفضل تنوع وجهاتها وتعدد أنماطها، تمثل عاملًا جوهريًا لزيادة الإيرادات الاقتصادية وتقليل الاعتماد على مصادر الدخل التقليدية. وأوضح أن السياحة، بما توفره من فرص استثمارية في قطاعات الضيافة والخدمات والنقل، تساعد على تعزيز الدخل الوطني وتنمية المجتمعات المحلية، مؤكدًا أن التطوير المستمر في هذا القطاع يتيح للدول العربية إمكانيات واعدة لتحسين أوضاعها الاقتصادية.
وقال علال: “تتمتع البلدان العربية بتراث ثقافي وتاريخي غني، ومواقع طبيعية ساحرة، ومناخ معتدل يجذب ملايين السياح سنويًا، ما يضع السياحة في مكانة بارزة ضمن الاستراتيجيات الاقتصادية لهذه الدول، لذا، نحن بحاجة إلى سياسات حكومية داعمة، وخطط تطوير بنى تحتية متطورة تساهم في رفع جودة الخدمات السياحية، وتجعل من المنطقة وجهة مفضلة للسياح من مختلف أنحاء العالم.”
وأوضح علال أن السياحة تسهم بشكل مباشر في توفير فرص العمل لملايين الأشخاص في البلدان العربية، سواء من خلال وظائف مباشرة في مجال الضيافة والنقل أو غير مباشرة في القطاعات المرتبطة مثل الصناعات الحرفية والزراعة وتجارة التجزئة.
وأشار إلى أن هذا التأثير الإيجابي للتوظيف يمتد ليشمل الشباب والمجتمعات الريفية، حيث توفر السياحة فرصًا للمشاركة في التنمية الاقتصادية المحلية، وتساعد في تقليل نسبة البطالة في تلك المجتمعات.
وأضاف: “السياحة ليست مجرد مصدر للدخل، بل هي محرك للتنمية المستدامة؛ حيث تعزز من استخدام الموارد الطبيعية بشكل مسؤول وتساهم في الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري للمنطقة، ويأتي ذلك من خلال تعزيز أنماط السياحة البيئية والثقافية، التي لا تكتفي بجذب الزوار فحسب، بل تعزز من وعيهم وإحساسهم بمسؤولية المحافظة على الأماكن التي يزورونها.”
وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه القطاع السياحي في العالم العربي، أشار علال إلى أن هناك العديد من العوامل التي تحتاج إلى معالجة وتطوير، من بينها تحسين البنى التحتية، وتوفير تسهيلات أكبر للسياح، وزيادة الاستثمارات في الحملات الترويجية، وأكد أن التعاون بين الدول العربية في مجال السياحة وتطوير برامج سياحية مشتركة يمكن أن يسهم بشكل كبير في رفع تنافسية المنطقة على المستوى الدولي.
وقال علال: “يجب علينا التركيز على تحسين التجربة السياحية للزائر، من خلال تطوير المرافق السياحية وإعداد كوادر بشرية مدربة قادرة على تلبية احتياجات السياح المختلفة، كذلك، يتعين علينا الاستفادة من التحول الرقمي للترويج للسياحة العربية بطرق مبتكرة، تعتمد على التكنولوجيا والتسويق الإلكتروني للوصول إلى جمهور عالمي واسع.”
واختتم رئيس الاتحاد العربي للإعلام السياحي حديثه بالدعوة إلى تكثيف الجهود بين الدول العربية لتطوير قطاع السياحة بشكل مشترك، مؤكدًا أن التعاون في هذا المجال سيؤدي إلى تحقيق فوائد مضاعفة لجميع الدول، وأكد أهمية إطلاق مبادرات سياحية مشتركة تحت شعار “اكتشف العالم العربي”، لجذب السياح وتشجيعهم على استكشاف ثقافات وتقاليد الدول العربية المتنوعة.
وأضاف صباح علال: “الترويج الجماعي للوجهات السياحية العربية سيحقق نتائج إيجابية أكثر من الجهود الفردية، يجب أن يكون هناك رؤية عربية موحدة لتقديم المنطقة كوجهة سياحية متكاملة، تجمع بين الأصالة والحداثة، التراث والثقافة، الطبيعة والصحاري، وذلك لتحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانيات السياحية الهائلة التي تزخر بها بلادنا.”