اكتشاف نادر.. رصد سحالي ‘قاضي الجبل الرملي’ في صحاري الحدود الشمالية”

تعد منطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية واحدة من البيئات الطبيعية المميزة، بفضل مساحتها الشاسعة وتنوع تضاريسها الصحراوية.

في هذه المنطقة الغنية بالحياة البرية، تم مؤخراً رصد نوع نادر من السحالي يُعرف باسم “قاضي الجبل الرملي” (Sand Agama)، مما يضيف تنوعاً جديداً إلى الكائنات التي تعيش في هذه البيئة القاسية.

ظهور قاضي الجبل الرملي في وادي الحنظلية

في وادي الحنظلية الواقع جنوب مدينة عرعر، شوهدت هذه السحلية النادرة التي تتميز بألوانها الفريدة، وهو ما يضفي لمسة من الجمال على المشهد الطبيعي في تلك المنطقة.

ويُعزى ظهورها إلى وفرة النباتات الصحراوية والمحميات الطبيعية، حيث تعتبر هذه الظروف مثالية لنمو وتكاثر هذا النوع من الزواحف.

خصائص قاضي الجبل الرملي: لون فريد وتكيف طبيعي

وصف عضو جمعية أمان البيئية المهتم بالحياة الفطرية، عدنان خليفة، سحلية “قاضي الجبل الرملي” بأنها ذات هيكل متوسط الحجم، بجسم مفلطح ورأس مثلث عريض وذيل طويل نسبياً.

كما تتميز بحراشف شوكية بارزة تغطي رأسها وذيلها. ويُعرف الذكور بلونهم الأزرق المميز الذي يمتد من الرأس إلى الرقبة، بينما تظهر الإناث بلون رملي باهت يساعدها على الاندماج في البيئة المحيطة وتجنب الافتراس.

تعتبر هذه السحالي كائنات نهارية، حيث تنشط في فترات النهار وتجوب الأراضي الصخرية والسهول الحصوية بحثاً عن الغذاء، تتغذى بشكل رئيسي على الحشرات واللافقاريات، وتلجأ إلى تسلق الشجيرات الصحراوية أثناء أوقات الحرارة الشديدة، وذلك كوسيلة للتكيف مع المناخ الصحراوي القاسي.

يشير ظهور سحلية “قاضي الجبل الرملي” في الحدود الشمالية إلى أهمية المناطق الصحراوية في المملكة كملاذ طبيعي للعديد من الكائنات النادرة.

ويدعو المختصون إلى ضرورة تعزيز الجهود للحفاظ على هذه البيئات الطبيعية، ليس فقط لأنها تحتضن أنواعاً مميزة، بل لأن تنوعها يُسهم في الحفاظ على التوازن البيئي ويدعم الجهود الوطنية لتحقيق الاستدامة البيئية.

يجذب اكتشاف هذا النوع النادر من السحالي اهتمام العلماء ومحبي الحياة البرية نحو منطقة الحدود الشمالية، ما يبرز إمكانيات المملكة في دعم الدراسات البيئية ومبادرات حماية التنوع البيولوجي.

ويُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة في تسليط الضوء على دور المملكة الريادي في حماية الأنواع النادرة وتعزيز فهمنا للتنوع البيئي الصحراوي، ودعماً للجهود الرامية إلى تحقيق رؤية السعودية 2030 في مجالات الاستدامة البيئية والمحافظة على الحياة البرية.