شركات الرحلات البحرية العالمية تستثمر في إنشاء جزر ومنتجعات خاصة لمواجهة السياحة المفرطة
بعد تزايد الانتقادات حول تأثير السياحة المفرطة في الوجهات التقليدية، بدأت شركات الرحلات البحرية الكبرى في الاستثمار في مشاريع خاصة تتيح لها تقديم تجارب فريدة للزوار، وتخفيف الضغط عن المناطق السياحية الشهيرة.
في خطوة تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد على السياحة البحرية وتقليل الازدحام، بدأت مجموعة من شركات الرحلات البحرية العالمية بضخ استثمارات كبيرة في إنشاء جزر ومنتجعات خاصة بها.
يأتي ذلك بعد ردود الفعل العنيفة ضد السياحة المفرطة في العديد من المواقع حول العالم، مما دفع هذه الشركات إلى البحث عن طرق مبتكرة لجذب السياح.
مشاريع كبرى في الأفق
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”، فإن شركة “كرنفال”، التي تعتبر من أبرز مشغلي الرحلات البحرية، تعمل حاليًا على تطوير مشروع ضخم يسمى “سيليبريشن كي”، الذي تصل تكلفته إلى 600 مليون دولار في جزيرة غراند باهاما.
من المتوقع أن تكون هذه الوجهة هي الأولى من نوعها التي تبنيها الشركة خصيصًا لتلبية احتياجاتها، حيث من المقرر افتتاحها في العام المقبل.
وعلى الجانب الآخر، تخطط شركة “رويال كاريبيان” أيضًا لاستثمار مبلغ مماثل لبناء منتجع يحمل اسم “بيرفكت داي مكسيكو” على ساحل البحر الكاريبي في المكسيك.
هذه المشاريع تشير إلى توجه الشركات نحو بناء وجهات سياحية خاصة، تتيح للزوار تجربة متميزة بعيدًا عن الازدحام الذي يميز الوجهات التقليدية.
زيادة الطاقة الاستيعابية
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة “فايننشال تايمز” أن شركة الرحلات البحرية النرويجية ستقوم ببناء رصيف جديد يتسع لسفينتين في جزيرتها الخاصة “غريت ستيراب كاي”، مما سيمكنها من مضاعفة أعداد الزوار اعتبارًا من عام 2026.
وفي هذا السياق، أشار كريستيان سافيلي، مدير تحليلات الرحلات البحرية في شركة “Tourism Economics”، إلى أن الطاقة الاستيعابية للركاب في الجزر الخاصة المملوكة لشركات الرحلات البحرية في منطقة البحر الكاريبي سترتفع بحلول عام 2025 إلى أكثر من الضعف، مما سيتيح زيادة عدد الزوار بشكل كبير.
وفي تصريح له، قال جيسون ليبرتي، الرئيس التنفيذي لشركة “رويال كاريبيان”، إن أهمية إنشاء وجهات جديدة تكمن في توزيع الزبائن على نطاق أوسع، مما سيساعد في تخفيف الضغط وتقليل الازدحام في الوجهات السياحية التقليدية.
وتعتبر هذه الخطوات جزءًا من جهود المشغلين لتحقيق التوازن بين الطلب المتزايد على السياحة البحرية، والتوجهات المتزايدة ضد الأثر السلبي لزيادة عدد السفن السياحية في الأماكن المزدحمة.
بحسب الرابطة الدولية لخطوط الرحلات البحرية، فقد ارتفع عدد الأشخاص الذين قاموا برحلات بحرية حول العالم في العام الماضي إلى نحو 31.7 مليون شخص، بزيادة قدرها 7% عن عام 2019.
ومن المتوقع أن يصل عدد الركاب إلى 39.7 مليونًا بحلول عام 2027، مما يدل على انتعاش قوي للقطاع بعد تداعيات جائحة كورونا.
تستعد شركات الرحلات البحرية لمواجهة التحديات القادمة من خلال الابتكار في تقديم الخدمات وتوفير وجهات جديدة، مما يعكس التزامها بتقديم تجارب سياحية مميزة وبعيدة عن الازدحام، لتلبية احتياجات السياح المتغيرة.