المغرب يُدشّن أول خط جوي مباشر إلى آيسلندا لتعزيز السياحة والروابط التجارية
أعلن المكتب الوطني المغربي للسياحة عن إطلاق أول خط جوي مباشر يربط المغرب بآيسلندا، في خطوة تهدف إلى تعزيز الروابط السياحية والاقتصادية بين البلدين.
يشغّل هذا الخط شركة الطيران “بلاي إيرلاينز” ذات التكلفة المنخفضة، ويعد أول مسار جوي منتظم يربط العاصمة الآيسلندية ريكيافيك بمدينة مراكش، بواقع رحلتين أسبوعيًا، مما يتيح للمسافرين من آيسلندا والدول الإسكندنافية فرصة استكشاف المغرب بتكلفة ميسورة وسهولة أكبر.
تفاصيل الاتفاق الاستراتيجي
انطلق هذا المسار الجوي في 17 أكتوبر 2024، كجزء من اتفاق استراتيجي بين المكتب الوطني المغربي للسياحة و”بلاي إيرلاينز”، الذي يشمل، إلى جانب الرحلات، حملات ترويجية وتواصلية مشتركة تستهدف المسافرين القادمين من آيسلندا وبلدان أمريكا الشمالية.
وبحسب بيان المكتب، فإن الاتفاق يهدف إلى استقطاب المزيد من السياح من المناطق الإسكندنافية، إضافة إلى الاستفادة من موقع ريكيافيك كنقطة وصل تربط أمريكا الشمالية بأوروبا الغربية، حيث تغطي “بلاي إيرلاينز” مطارات رئيسية في أمريكا الشمالية تشمل نيويورك، واشنطن، بالتيمور، بوسطن، وتورونتو.
تعزيز الربط الجوي وتسهيل السفر عبر ريكيافيك
جاء تصميم جدول الرحلات بين المغرب وآيسلندا لضمان سهولة التنقل بين الولايات المتحدة والمغرب عبر محطة ريكيافيك، وهو ما يعزز الخيارات أمام المسافرين ويجعل المغرب وجهةً متاحةً لأسواق جديدة في أمريكا الشمالية.
يعكس هذا الاتفاق اهتمام المكتب الوطني المغربي للسياحة بتوسيع قاعدة السياحة الوافدة، وخاصة من الأسواق ذات النمو المرتفع.
حملات ترويجية وتوسع في السوق الإسكندنافية
يُعَدّ السوق الآيسلندي هدفًا استراتيجيًا للمغرب، حيث سبق للمكتب الوطني المغربي للسياحة تنظيم حملات ترويجية واسعة لجذب الزوار من الدول الإسكندنافية.
أبرز هذه الحملات كانت حملة “Light Tour” التي عُقدت في مايو 2024 وشملت لقاءات مع أكثر من 150 جهة فاعلة في القطاع السياحي في أربع عواصم إسكندنافية، مما ساهم في وضع المغرب كوجهة سياحية مفضلة للزوار من شمال أوروبا.
شراكات موسعة لمضاعفة الطاقة الاستيعابية للنقل الجوي
في إطار استراتيجيتها لتعزيز النقل الجوي، وقّعت المملكة اتفاقيات شراكة مع كبرى شركات الطيران الأوروبية، لتقديم خدمات جوية مباشرة من بلدان إسكندنافية رئيسية إلى المغرب، مثل ستوكهولم، هلسنكي، أوسلو، وريكيافيك.
تتضمن هذه الاتفاقيات 21 رحلة أسبوعية مباشرة، تربط كلا من مراكش وأكادير مع مجموعة من المدن الإسكندنافية، وهو ما يعزز فرص تبادل سياحي وتجاري بين الجهتين ويزيد من إقبال السياح الإسكندنافيين على زيارة المغرب.
أثر الخط الجديد على السياحة المغربية
مع استمرار تزايد عدد الرحلات الجوية بين المغرب والدول الإسكندنافية، يتوقع المكتب الوطني المغربي للسياحة أن يحقق القطاع السياحي قفزة نوعية في استقبال الزوار من هذه الأسواق البعيدة.
تساهم الرحلات الجديدة في دعم النمو الاقتصادي للمغرب من خلال تعزيز صناعة السياحة وزيادة الاستثمار في القطاع، إلى جانب تنشيط الروابط التجارية والثقافية مع آيسلندا وبقية الدول الإسكندنافية.
بهذا التوسع في مجال النقل الجوي وتسهيل السفر المباشر من آيسلندا إلى المغرب، يبدو أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤيته بأن يصبح مركزًا سياحيًا عالميًا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، بما يفتح آفاقًا جديدة للنمو والازدهار في المستقبل القريب.