حركة الطيران العالمي تسجل قفزة نوعية بـ29.3 مليون رحلة منذ بداية العام
شهد قطاع الطيران التجاري العالمي خلال العام الجاري نشاطًا استثنائيًا، حيث سُجلت 29.3 مليون رحلة جوية تجارية منذ بداية العام وحتى نهاية الأسبوع الحالي، بمتوسط يومي يصل إلى 102 ألف رحلة، وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة “أو إي جي” الدولية المختصة بتحليل بيانات الطيران.
هذا النمو الكبير يعكس حجم الطلب المتزايد على السفر الجوي، ما يترجم إلى حوالي 4250 رحلة جوية كل ساعة حول العالم.
سعة المقاعد العالمية تسجل نموًا بنسبة 5.8% في أكتوبر
في شهر أكتوبر وحده، بلغت السعة المقعدية لرحلات الطيران التجاري العالمية 513.9 مليون مقعد، وهو ما يمثل نموًا بنسبة 5.8% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، التي سجلت 485.9 مليون مقعد.
وجاءت منطقة شمال شرق آسيا في الصدارة من حيث عدد المقاعد المتاحة بواقع 114.1 مليون مقعد، تلتها منطقة شمال أمريكا التي سجلت 112.2 مليون مقعد، ثم شرق أوروبا بإجمالي 111.58 مليون مقعد.
أما منطقة الشرق الأوسط، فقد شهدت نموًا ملحوظًا في السعة المقعدية بنسبة 4.7% مقارنة بالعام الماضي، حيث سجلت 22.8 مليون مقعد في أكتوبر الجاري، مما يعكس تعافيًا كبيرًا في حركة السفر الجوي في المنطقة، ويؤكد دور الشرق الأوسط كمركز محوري في حركة النقل الجوي العالمية.
الهند والإمارات ضمن قائمة أكثر الرحلات طلبًا عالميًا
على مستوى الرحلات الأكثر طلبًا بين الدول، أفادت بيانات “أو إي جي” بأن الرحلات من الهند إلى الإمارات جاءت في المرتبة السابعة عالميًا من حيث السعة المقعدية للرحلات المجدولة باتجاه واحد، حيث سجلت 2.2 مليون مقعد في أكتوبر.
أما المرتبة الأولى فكانت من نصيب الرحلات بين إسبانيا والمملكة المتحدة، التي سجلت 5 ملايين مقعد، تلتها الرحلات بين المكسيك والولايات المتحدة بـ3.5 مليون مقعد، ثم الرحلات من ألمانيا إلى إسبانيا بـ3.3 مليون مقعد، والرحلات من كندا إلى الولايات المتحدة بـ3.17 مليون مقعد.
كما جاءت الرحلات بين ألمانيا وتركيا بواقع 2.5 مليون مقعد، تليها الرحلات من اليابان إلى كوريا بـ2.4 مليون مقعد، ثم من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة بـ2.3 مليون مقعد.
السياحة العالمية تشهد نموًا بنسبة 11% في 2024
من جهة أخرى، أظهرت بيانات صادرة عن الأمم المتحدة للسياحة أن أكثر من 790 مليون سائح دولي سافروا حول العالم خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، ما يمثل زيادة بنسبة 11% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وتأتي هذه الأرقام لتؤكد الانتعاش القوي الذي يشهده قطاع السياحة العالمي بعد تباطؤه خلال جائحة كوفيد-19.
الشرق الأوسط يتصدر النمو السياحي العالمي
من اللافت أن منطقة الشرق الأوسط تصدرت قائمة المناطق الأكثر نموًا في أعداد السياح الدوليين خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2024، حيث سجلت نموًا بنسبة 26% مقارنة بمستويات عام 2019، وهو العام الذي يُعد مرجعًا رئيسيًا في قياس أداء السياحة العالمية قبل الجائحة. بينما سجلت قارة أفريقيا نموًا بنسبة 7% مقارنة بنفس العام.
وفيما يتعلق بأوروبا، فإنها لا تزال في مرحلة التعافي حيث حققت 99% من مستويات عام 2019، فيما بلغت نسبة التعافي في الأمريكيتين 97%. أما منطقة آسيا، التي تأثرت بشدة بسبب إغلاقات الجائحة، فقد سجلت 82% من مستويات عام 2019، مما يشير إلى أن التعافي لا يزال جاريًا ولكنه أقل سرعة مقارنة بالمناطق الأخرى.
مستقبل الطيران والسياحة في ظل الانتعاش العالمي
تشير هذه الأرقام إلى مستقبل واعد لقطاعي الطيران والسياحة في العالم، حيث يُتوقع أن يستمر النمو في عدد الرحلات الجوية والسياح الدوليين مع تحسن الظروف الاقتصادية وعودة الثقة بالسفر.
ومع التقدم التكنولوجي المستمر وتحسن البنية التحتية للطيران في العديد من المناطق، فإن هذه الصناعة تبدو جاهزة لاستقبال المزيد من المسافرين وتوسيع نطاق خدماتها لتلبية الطلب المتزايد.
يبقى التحدي الرئيسي أمام قطاع الطيران هو استيعاب هذا النمو المتسارع وتقديم خدمات تلبي توقعات المسافرين، مع الحفاظ على معايير السلامة والجودة.
كما يتعين على شركات الطيران والحكومات مواصلة العمل على تحسين البنية التحتية للمطارات وتوسيع نطاق الرحلات الجوية بين المناطق لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمسافرين حول العالم.