الأمم المتحدة للسياحة تعزز استدامة القطاع من خلال قمة مدريد العالمية
في إطار جهودها الرامية لتعزيز استدامة السياحة على مستوى العالم، اختتمت منظمة الأمم المتحدة للسياحة أسبوعاً حافلاً بالاجتماعات والنقاشات مع مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة في مقرها الرئيسي بالعاصمة الإسبانية مدريد، حيث تمحورت الفعاليات حول دور المنظمة كقائدة في مجال إحصاءات السياحة وإدارة المعرفة، وهو ما يعكس التوجه المتزايد في صناعة السياحة نحو تحقيق التنمية المستدامة.
استدامة السياحة
عقدت مجموعة الخبراء المعنية بقياس استدامة السياحة اجتماعها الخامس، حيث انتقلت من مرحلة العمل الفني على الإطار الإحصائي المعتمد من الأمم المتحدة إلى مرحلة التطبيق العالمي.
وقد حصل هذا الإطار، الذي تمت الموافقة عليه في الدورة الخامسة والخمسين للجنة الإحصائية التابعة للأمم المتحدة، على اعتراف واسع كأداة رائدة، تعمل على دمج البيانات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية بطريقة شاملة تتجاوز قياسات الناتج المحلي الإجمالي.
مشاركة متعددة الأطراف
تجمع مجموعة الخبراء، التي تضم ممثلين من وزارات، مكاتب إحصائية وطنية، منظمات إقليمية، أكاديميين وقطاع خاص، للبحث في إمكانية تطوير مؤشرات موحدة من شأنها تقييم تأثير الاستدامة في السياحة على نطاق دولي، هذه الخطوات تمثل نقطة تحول مهمة في كيفية فهم السياحة وتأثيرها على المجتمعات والبيئة.
الاحتفال بإنجازات عقدين من العمل
في سياق الاحتفالات، تم تسليط الضوء على الذكرى العشرين لتأسيس لجنة الأمم المتحدة لإحصاءات السياحة. وقد تم تقدير الجهود القيادية من قبل الدول الأعضاء، لا سيما النمسا وإسبانيا، كرؤساء مشاركين، والمملكة العربية السعودية وسيشل كنائبين للرئيس.
وشهد الاجتماع حضور مندوبين رفيعي المستوى من 20 دولة، الذين استعرضوا الإنجازات الماضية وناقشوا التحديات والفرص المستقبلية لإحصاءات السياحة.
كما تم تقديم مجموعة بيانات جديدة حول تشغيل السياحة، التي تم تطويرها بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، والتي توضح الدور الحيوي للقطاع في خلق فرص العمل.
السياحة البيئية والاجتماعية والحوكمة
بالتعاون مع مختبر تأثير أهداف التنمية المستدامة بجامعة أكسفورد ودعم شركة إيزي جيت هوليديز، أطلقت الأمم المتحدة للسياحة أول إطار عمل متكامل يركز على البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG) لقطاع السياحة، حيث شهد الحدث الافتتاحي للإطار مشاركة أكثر من 45 خبيراً عالمياً في مجالات البيئة والمجتمع والحوكمة، الذين ناقشوا المكونات الأساسية للإطار وحددوا أولويات التقدم.
في المستقبل القريب، تعتزم منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة إنشاء لجنة استشارية متخصصة في القضايا البيئية والاجتماعية والحوكمة، حيث سيتم تقديم الشروط المرجعية الأولية للموافقة من قبل المجلس التنفيذي، مما يمهد الطريق نحو تحقيق أهداف الاستدامة في قطاع السياحة.
تعد هذه المبادرات جزءًا من رؤية الأمم المتحدة لإعادة تشكيل مستقبل السياحة ليكون أكثر استدامة، في ظل التحديات البيئية والاجتماعية التي تواجه العالم اليوم.