مشروع القرن.. تطوير مدينة رأس الحكمة شراكة إماراتية مصرية لتعزيز النمو الاقتصادي
في حدث تاريخي، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الإعلان عن مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة في محافظة مطروح على الساحل الشمالي الغربي لمصر، وذلك باستثمارات مباشرة تبلغ 35 مليار دولار.
تم هذا الإعلان خلال مراسم رسمية احتضنتها محافظة مطروح، حيث تم عرض تفاصيل المشروع وأهدافه الطموحة، مما يعكس التعاون المتزايد بين البلدين.
عرض تفصيلي للمشروع
خلال الفعالية، تمت مشاهدة عرض مرئي يسلط الضوء على فكرة المشروع وأهميته الاقتصادية والاستثمارية والسياحية. يُعتبر موقع المشروع الاستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط نقطة انطلاق رئيسية، إذ يُعزز من فرص الاستثمار ويجذب الزوار.
كما استمع سموه والرئيس السيسي إلى شرح من المسؤولين المعنيين حول ميزات المنطقة والخدمات المتكاملة التي سيقدمها المشروع، بالإضافة إلى الفرص العديدة التي سيوفرها لازدهارها.
وقد عبر الشيخ محمد بن زايد عن تقديره لفرق العمل من الجانبين الإماراتي والمصري التي ساهمت في إنجاز المخطط، مشيدًا بأهداف المشروع ودوره في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، وأكد سموه على أن هذا المشروع يمثل نموذجًا مثاليًا للشراكة التنموية البناءة، متمنيًا النجاح للقائمين عليه.
تفاصيل المشروع وميزاته
تقع مدينة رأس الحكمة على بعد حوالي 350 كيلومترًا شمال غرب القاهرة، وهي تمتد على مساحة تزيد عن 170 مليون متر مربع. يتضمن المشروع مرافق سياحية ومنطقة حرة ومنطقة استثمارية، بالإضافة إلى مبانٍ سكنية وتجارية وترفيهية.
تشمل الخطة الرئيسية إنشاء منطقة سكنية تمتد على 80 مليون متر مربع، تتسع لحوالي 190 ألف فيلا وشقة، مما يجعلها قادرة على استيعاب نحو مليوني نسمة.
تحتوي الخطة أيضًا على تخصيص 12 مليون متر مربع لتجارة التجزئة والترفيه والاستجمام، مع التزام المشروع بتخصيص 25٪ من المساحة الإجمالية للمساحات المفتوحة، مما يجعله المدينة الأكثر خضرة على البحر الأبيض المتوسط.
من المقرر أن تضم المدينة كذلك منطقة استثمارية ومنطقة حرة خاصة وخمسة مراس، مما يعكس تطلعات المشروع في خلق بيئة مثالية للمستثمرين والزوار على حد سواء.
دعم الحكومة المصرية للمستثمرين
حظي المشروع باهتمام واسع من المستثمرين الإماراتيين، حيث تسعى وزارة الاستثمار المصرية لتبسيط إجراءات الاستثمار وتحديد الفرص الرئيسية المتاحة أمام الشركات الإماراتية.
وسيتولى شركة مُدن القابضة، المطور الرئيسي للمشروع، إدارة المشروع بالتعاون مع شركاء بارزين من مصر والإمارات والمجتمع الدولي.
وفي تصريح له، أكد محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، أن مشروع رأس الحكمة يعكس التعاون الاقتصادي المتنامي بين الإمارات ومصر، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على خلق بيئة استثمارية مواتية لدعم مساهمة الشركات الإماراتية في تنمية مصر.
أثر المشروع على الاقتصاد المصري
من المتوقع أن يصبح مشروع رأس الحكمة محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في مصر، حيث يُتوقع أن يساهم بنحو 25 مليار دولار سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي الوطني بحلول عام 2045.
ومن المنتظر أن يستقطب المشروع خلال مرحلة التطوير استثمارات ضخمة تصل إلى 110 مليارات دولار، مما يعكس الرؤية المشتركة بين الإمارات ومصر في تعزيز التنمية الحضرية المستدامة والتعاون الاقتصادي.
في الختام، يُعد مشروع رأس الحكمة تجسيدًا للشراكة الاستراتيجية بين الإمارات ومصر، مع التوقعات بأن يصبح أحد أبرز الوجهات السياحية والاقتصادية في المنطقة، حيث ستستمر وزارة الاستثمار في دولة الإمارات في توجيه وتعزيز الاستثمارات عبر مختلف القطاعات لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك.