إنفاق قياسي للسياح في السعودية.. 92.6 مليار ريال خلال النصف الأول من 2024
حققت المملكة العربية السعودية قفزة نوعية في قطاع السياحة، حيث أظهرت بيانات وزارة السياحة أن الإنفاق اليومي لزوار المملكة تجاوز 511 مليون ريال خلال النصف الأول من عام 2024.
هذا النمو الملحوظ يعكس تطور المملكة في هذا القطاع الاستراتيجي الذي أصبح يشكل أحد الدعائم الرئيسية للاقتصاد السعودي، خاصة في إطار رؤية 2030 التي تسعى لتنويع مصادر الدخل الوطني بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط.
وأشارت وزارة السياحة في تقريرها الأخير إلى أن الإنفاق الإجمالي للسياح القادمين من الخارج بلغ 92.6 مليار ريال في النصف الأول من 2024، بزيادة قدرها 8.2% مقارنة بالنصف الأول من عام 2023، ويعني ذلك أن معدل الإنفاق اليومي بلغ 511 مليون ريال، ما يشير إلى تصاعد متواصل في حركة السياحة الدولية نحو المملكة.
هذا النمو في الإنفاق يعكس الاهتمام المتزايد بالسياحة السعودية كوجهة مفضلة للمسافرين من جميع أنحاء العالم، خاصة في ظل التطورات الكبيرة في البنية التحتية السياحية، مثل افتتاح معالم جديدة، وتطوير وجهات سياحية متعددة في جميع أنحاء المملكة، بما في ذلك المناطق التاريخية والطبيعية.
لم يكن النمو في الإنفاق السياحي هو الإنجاز الوحيد الذي شهدته المملكة، فقد سجلت السعودية ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد السياح الدوليين بنسبة 56% خلال عام 2023 مقارنة بعام 2019، حيث بلغ إجمالي عدد السياح 27.4 مليون زائر. هذه الأرقام تجعل المملكة تتصدر قائمة الدول التي شهدت نموًا كبيرًا في عدد السياح، وفقًا لمؤشرات عالمية.
يأتي هذا التوسع في قطاع السياحة كجزء من خطة المملكة الشاملة لتنويع الاقتصاد وتعزيز مصادر الدخل غير النفطي. تعمل السعودية على تطوير مختلف الوجهات السياحية والمشاريع العملاقة، مثل مشروع “البحر الأحمر”، ومشروع “نيوم”، بالإضافة إلى الاستثمار في المدن التاريخية والمواقع الطبيعية، مثل مدينة العلا وجزر الفرسان.
كما تسعى المملكة إلى تعزيز السياحة الدينية والثقافية، وجذب الزوار من مختلف دول العالم لحضور الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية، مثل “موسم الرياض”، الذي يعد أحد أهم الأحداث الترفيهية في المنطقة.
سجل قطاع السياحة إسهامًا كبيرًا في الاقتصاد الوطني خلال السنوات الأخيرة، حيث أسهم في خلق فرص عمل جديدة، وزيادة نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.
بحسب تقرير “مشاورات المادة الرابعة 2024” الصادر عن صندوق النقد الدولي، أشار الصندوق إلى الإنجازات البارزة التي حققها القطاع السياحي في المملكة، مشيدًا بالتحولات الكبيرة التي شهدتها السياحة السعودية.
تقرير صندوق النقد الدولي أكد أن القطاع السياحي أصبح واحدًا من أسرع القطاعات نموًا في المملكة، مع ارتفاع غير مسبوق في أعداد الزوار والإنفاق السياحي.
كما أشاد التقرير بالسياسات الحكومية التي أسهمت في هذا النمو، بما في ذلك تسهيل إجراءات التأشيرات السياحية، وتطوير البنية التحتية، وتحسين الخدمات السياحية.
من أبرز المؤشرات الإيجابية التي رافقت هذا النمو، تحقيق فائض في بند السفر يقدر بنحو 41.6 مليار ريال خلال النصف الأول من عام 2024، هذا الفائض يعكس نجاح السياسات الاقتصادية والسياحية التي تتبعها المملكة، ويؤكد دور السياحة كأحد أهم محركات النمو الاقتصادي في البلاد.
مع النجاح الذي تحقق في الأعوام الأخيرة، تواصل المملكة العربية السعودية تطوير استراتيجياتها لجذب المزيد من السياح وتعزيز التجربة السياحية.
وتهدف المملكة إلى استقطاب 100 مليون زائر بحلول عام 2030، وذلك من خلال الاستثمار في مشاريع سياحية ضخمة، وتقديم تجارب سياحية متنوعة تشمل السياحة الثقافية، الترفيهية، الدينية، والطبيعية.
وتعكس هذه الطموحات حرص الحكومة السعودية على استغلال ثرواتها الطبيعية والتاريخية لجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، وتقديم خدمات ضيافة راقية تعزز من مكانتها على خريطة السياحة العالمية.