التحولات الرقمية الكبرى في قطاع السياحة والسفر: كيف سيغير الذكاء الاصطناعي تجربتك في التخطيط للرحلات
يشهد قطاع السياحة والسفر العالمي تحولات جذرية بفضل إدخال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مما يجعل عملية ترتيب الرحلات السياحية والسفر إلى الخارج أكثر سهولة وفعالية مقارنةً بالماضي.
التحديات الحالية في حجز الرحلات
أظهر استطلاع حديث شمل أكثر من 2400 شخص يديرون ترتيبات سفرهم بأنفسهم، أن 71% من المشاركين يجدون عملية التخطيط للحجوزات مرهقة إلى حد ما. ويزيد هذا التحدي بشكل خاص لدى الآباء الذين لديهم أطفال ومراهقين.
ويشير مسح أجرته شركة بيانات المستهلك (CivicScience) في عام 2024 إلى أن هذه الفئة تعاني بشكل أكبر من إتمام الحجوزات وترتيب الرحلات.
يُذكر أن التخطيط للرحلة يتضمن عادةً عملية شاقة تشمل زيارة العديد من مواقع الحجز، مقارنة تقييمات الفنادق، قراءة المراجعات، والبحث عن أفضل الأسعار، وهو ما يُعتبر عملاً معقداً ومستهلكاً للوقت.
الذكاء الاصطناعي: ثورة في عالم السفر
وفقاً لتقرير نشرته شبكة “CNBC”، فإن الذكاء الاصطناعي أصبح على وشك إحداث تغييرات كبيرة في هذا المجال. فقد أثبت برنامج “تشات جي بي تي” قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على تقديم مسارات وتوصيات سفر دقيقة في غضون ثوانٍ فقط.
وفي هذا السياق، أعرب جلين فوجل، الرئيس التنفيذي لشركة (Booking Holdings)، عن رغبته في تجاوز هذا الأمر، مشيراً إلى أن الهدف هو أن تتوقع العلامات التجارية احتياجات المسافرين بدلاً من تركهم لتخطيط رحلاتهم من الصفر. وقال فوجل: “أريد أن نذهب إلى المسافر ونقول له: مرحباً، استناداً إلى كل ما نعرفه، نعتقد أنك قد تكون مهتماً بزيارة نابولي في إيطاليا، بناءً على بياناتنا وتفضيلاتك.”
تجربة السفر الشخصية: الذكاء الاصطناعي في خدمتك
بفضل التطور التكنولوجي، لن يضطر المسافرون في المستقبل إلى طلب تفضيلات معينة مراراً وتكراراً. فبفضل الذكاء الاصطناعي، سيكون النظام قادراً على التنبؤ بهذه الطلبات. وأوضح فوجل أن “التكنولوجيا يمكن أن تقوم بالكثير من الأشياء بشكل أفضل من وكيل السفر البشري”.
وأشار فوجل إلى أهمية أن ينمو الذكاء الاصطناعي التوليدي مع المسافرين على مر السنين، من رحلات الشباب إلى رحلات العائلات. وقال: “يجب أن يعرف كل شيء عنك”.
مستقبل السفر: من الحجز إلى التخصيص الفائق
وفقاً لتقرير صادر عن مجموعة “إكسبيديا”، يقضي المسافرون في المتوسط أكثر من خمس ساعات في قراءة حوالي 141 صفحة ويب متعلقة بالسفر، مما يستغرق نحو 45 يوماً قبل اتخاذ قرار الحجز. ومع ذلك، يأمل فوجل في أن يتحقق حلم حجز الرحلات كاملة، بما في ذلك الإقامة، الرحلات الجوية، الأنشطة، والوجبات، في جلسة واحدة.
وأضاف فوجل: “إذا كنت في رحلة فاخرة إلى لندن، على سبيل المثال، سيقوم الذكاء الاصطناعي التوليدي بإبلاغك عن مطعم ممتاز في منطقة مايفير ويقدم لك خصماً خاصاً على منتجات تحبها. ستكون التخصيصات مذهلة للغاية.”
تشير هذه التحولات إلى عهد جديد في قطاع السفر، حيث يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أن تجعل تجربة السفر أكثر ملاءمة وفعالية، مما يغير الطريقة التي يخطط بها الناس لرحلاتهم بشكل جذري.