كهف “الشويمس” في السعودية: تحفة طبيعية تجذب المغامرين وعشاق التاريخ
تتميز المملكة العربية السعودية بطبيعتها الغنية وتنوع مواقعها الجيولوجية، ومن بين أبرز هذه المواقع كهف “الشويمس” الواقع جنوب غرب مدينة حائل، يعتبر الكهف واحداً من أكبر الكهوف في المملكة، ووجهة مفضلة لعشاق المغامرة والتاريخ الطبيعي.
يُعد الكهف وجهة مفضلة للمصور الباكستاني سيد أوفيس هاشمي، الذي وثّق العديد من مشاهد الجمال الطبيعي داخله، وجذب اهتمام الكثيرين بفيديوهاته عن المكان.
كهف الشويمس: ثالث أكبر الكهوف في السعودية
وفقًا لوكالة الأنباء السعودية “واس”، يمتد كهف “الشويمس” بطول 530 مترًا، ويحتل المركز الثالث كأكبر كهف في المملكة العربية السعودية.
وتتميز منطقة “الشويمس” بأنها من أكبر متاحف التاريخ الطبيعي المفتوحة في العالم، حيث تغطي مساحة شاسعة تتجاوز 50 كيلومترًا مربعًا، وتحتوي على مجموعة من الكنوز التاريخية التي تعود إلى العصر الحجري الحديث.
النقوش الصخرية والتراث القديم
يحتوي الكهف على فنون صخرية فريدة من نوعها، تتمثل في النقوش البشرية والحيوانية التي تصور مشاهد من حياة الشعوب القديمة.
من بين هذه المنحوتات، صور للجمال والخيول والنخيل، بالإضافة إلى نقوش ثمودية تعكس حياة القوافل التجارية التي مرت عبر المنطقة. تمثل هذه النقوش قيمة أثرية وتاريخية كبيرة، حيث تنقل صورة عن نمط الحياة والتجارة في العصور القديمة.
استكشاف كهف “الشويمس”: متعة المغامرة
يصف المصور سيد أوفيس هاشمي تجربة استكشاف كهف “الشويمس” بأنها مغامرة فريدة من نوعها، الكهف يتألف من مجموعة من الأنفاق الطويلة والممرات التي يتراوح عرضها بين 3 و15 مترًا، ويصل ارتفاع بعض القاعات الكبيرة داخله إلى 10 أمتار، ما يضفي شعوراً بالإثارة والرهبة. وتتميز جدران الكهف بتشكيلات صخرية طبيعية ساحرة تخلق مشهداً خلاباً للزائرين.
بالإضافة إلى التشكيلات الصخرية، يضم الكهف أعدادًا كبيرة من عظام الحيوانات، والتي تدل على أن الكهف كان موطناً للحيوانات البرية مثل الذئاب العربية والضباع في العصور القديمة. ومع انقراض هذه الحيوانات، أصبح الكهف موطناً للخفافيش والثعابين والجرذان.
التحديات والإجراءات الاحترازية
تُعتبر تجربة دخول كهف “الشويمس” مغامرة ليست بالسهلة، وتتطلب بعض الاحتياطات الضرورية. يشدد الخبراء على ضرورة ارتداء أحذية ملائمة للمشي داخل الكهف، إلى جانب ارتداء خوذة وقناع خاص، وتغطية الجسم بالكامل لحماية الزوار من الحيوانات الموجودة مثل الثعابين والخفافيش، ويعد مصباح الإضاءة (الشعلة) من الأدوات الأساسية للزوار، حيث يصبح الكهف مظلمًا تمامًا بعد عدة أمتار من الدخول.
أما للأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية، فمن الضروري اتخاذ الحذر واستشارة الأطباء قبل زيارة الكهف، حيث أن الهواء داخل الكهف يحتوي على نسبة من الغبار.
تجربة موسمية لا تُنسى
ينصح المصور سيد أوفيس هاشمي بزيارة كهف “الشويمس” خلال الفترة ما بين أكتوبر/تشرين الأول وأبريل/نيسان، حيث يكون الطقس في السعودية معتدلاً، مما يسهل على الزوار استكشاف الكهف والتمتع بجماله الطبيعي.
وأشار هاشمي إلى أن الدخول إلى الكهف يشعر الزائر وكأنه جزء من فيلم مغامرات هوليوودي، خاصة عند رؤية عظام الحيوانات وتشكيلات الصخور الضخمة.
مكان يستحق الزيارة
يعد كهف “الشويمس” وجهة مثالية للمغامرين وعشاق التاريخ الطبيعي، حيث يجمع بين الطبيعة الساحرة والتاريخ العريق. وإذا كنت تبحث عن تجربة فريدة من نوعها في السعودية، فإن زيارة هذا الكهف ستمنحك مغامرة لا تُنسى وفرصة للاستمتاع بجمال الطبيعة واكتشاف التاريخ القديم.