اليونان تكشف عن استراتيجيات جديدة لمواجهة تحديات السياحة المفرطة

أعلنت السلطات اليونانية عن مجموعة من الإجراءات الجديدة لمكافحة ظاهرة “السياحة المفرطة” التي تؤثر بشكل كبير على بعض الوجهات السياحية في البلاد.

تتضمن الخطط المقترحة إجراءات للحد من الاكتظاظ وضمان استدامة السياحة في المناطق الأكثر زيارة مثل جزيرة سانتوريني، التي تواجه تحديات كبيرة نتيجة الزيادة الهائلة في أعداد السياح.

خطط للتعامل مع الازدحام السياحي في سانتوريني

كشفت السلطات المحلية في سانتوريني، إحدى الوجهات السياحية الشهيرة في اليونان، عن خطط جديدة للتعامل مع الازدحام الناتج عن السياحة المفرطة.

وفقًا للبيانات، يتجاوز عدد السياح حجم السكان المحليين يوميًا خلال موسم الذروة، مما يؤدي إلى مشاكل كبيرة مثل الازدحام المروري ونقص مواقف السيارات.

في خطوة جديدة لمواجهة هذه التحديات، اقترح المسؤولون زيادة رسوم النزول من السفن السياحية التي تزور الميناء اليوناني من 35 سنتًا إلى أكثر من 10 يوروات (8 جنيهات إسترلينية) كوسيلة لتقليل الأعداد.

كما اقترح عمدة سانتوريني نيكوس زورزوس فرض رسوم دخول سياحية محلية على غرار ما قامت به مدينة البندقية، وذلك للحد من الضغط على البنية التحتية للجزيرة.

إجراءات لتخفيف الازدحام وتحسين إدارة السياحة

تعمل السلطات المحلية على مجموعة من المشاريع لتحسين إدارة تدفق السياح، بما في ذلك إنشاء طرق جانبية جديدة ومواقف سيارات إضافية لتخفيف الازدحام.

وأكد زورزوس أن الهدف هو حماية هوية الجزيرة وضمان استمرارها كوجهة سياحية رئيسية دون التأثير على جودة الحياة للسكان المحليين.

وأشار زورزوس إلى أهمية تنظيم وصول السفن السياحية بشكل أفضل لتحقيق التوازن بين عدد الزوار وقدرة الجزيرة على استيعابهم.

وتعتبر الدراسة التي أجرتها جامعة يونانية في عام 2018 مرجعية في هذا الصدد، حيث قدرت أن سانتوريني قادرة على استيعاب 8 آلاف زائر يوميًا بشكل مستدام إذا تم تنظيم رسو السفن بفعالية.

تجارب دولية في التحكم بالتشبع السياحي

تجدر الإشارة إلى أن هذه الخطط تأتي في وقت تتجه فيه العديد من المدن السياحية العالمية لمواجهة تحديات السياحة المفرطة.

ففي أبريل، قامت مدينة البندقية الإيطالية بتجربة فرض رسوم دخول قدرها 5 يوروات (4.26 جنيه إسترليني) للتحكم في أعداد الزوار خلال فترات الازدحام، ولكن هذه الخطوة وُصفت لاحقًا بأنها غير فعالة في التصدي لمشكلة السياحة المفرطة، مما يبرز الحاجة إلى حلول أكثر فعالية ومتكاملة.

بإجراءاتها الجديدة، تأمل سانتوريني في تقديم نموذج يحتذى به في إدارة السياحة بشكل مستدام، مما يساهم في تعزيز قدرة الجزيرة على التعامل مع الزيادة المستمرة في أعداد الزوار دون المساس بجودة تجربة السياحة أو حياة السكان المحليين.