مراكش تزهو من جديد وتحقق قفزة نوعية في السياحة العالمية
شهدت مدينة مراكش المغربية انتعاشًا سياحيًا لافتًا خلال العام الماضي، متجاوزة كل التوقعات السابقة. وقد ساهمت هذه القفزة النوعية في تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية، حيث استقبلت المملكة أكثر من 14.5 مليون سائح في عام 2023 وحده.
وتعد مراكش، قلب المغرب النابض، المحرك الرئيسي لهذا النمو السياحي، حيث تستقطب نحو نصف إجمالي السياح الوافدين إلى المملكة. وتتميز المدينة بمزيج فريد من الأصالة والحداثة، حيث تتعايش معالمها التاريخية العريقة مع بنيتها التحتية المتطورة، مما يجعلها وجهة مثالية للسياح الباحثين عن تجربة ثقافية غنية ومتنوعة.
مراكش.. عاصمة الثقافة الإسلامية
وقد توجت جهود المغرب في تطوير القطاع السياحي باختيار مدينة مراكش عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2024، تقديرًا لدورها المحوري في الحفاظ على التراث الإسلامي ونشره. ويعتبر هذا التتويج بمثابة اعتراف دولي بأهمية المدينة كمركز ثقافي وفني.
الزلزال.. محرك للتغيير
ورغم الزلزال الذي ضرب المدينة في سبتمبر الماضي، إلا أنها تمكنت من التعافي بسرعة لافتة، بفضل خطة الاستجابة السريعة التي وضعتها السلطات المغربية. وقد أثبت هذا الحدث قدرة المغرب على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص، مما زاد من جاذبيتها كوجهة سياحية آمنة ومستقرة.
مراكش في عيون العالم
سلطت العديد من وسائل الإعلام العالمية، وعلى رأسها صحيفة نيويورك تايمز، الضوء على جمال مراكش وسحرها، مشيدة بمعمارها الإسلامي الأصيل وتاريخها العريق. وقد أشارت هذه الصحيفة إلى أن زيارة مراكش في الوقت الحالي توفر تجربة فريدة من نوعها تجمع بين متعة الاسترخاء والاستكشاف.
أسباب النجاح
يعود نجاح السياحة في مراكش إلى عدة عوامل، من بينها:
- التنوع الثقافي: تتميز المدينة بتنوع ثقافي كبير، حيث تلتقي فيها الثقافة الأمازيغية والعربية والإسلامية، مما يوفر للسياح تجربة ثقافية فريدة.
- الطبيعة الخلابة: تحيط بمراكش طبيعة خلابة، حيث يمكن للسياح الاستمتاع بالجبال والوديان والصحاري.
- الخدمات السياحية المتطورة: توفر المدينة مجموعة واسعة من الخدمات السياحية عالية الجودة، بما في ذلك الفنادق الفاخرة والمطاعم العالمية والأسواق التقليدية.
- الأمن والاستقرار: تتمتع المغرب بشكل عام، ومراكش بشكل خاص، ببيئة آمنة ومستقرة، مما يشجع السياح على زيارتها.
أهداف المستقبل
تسعى الحكومة المغربية إلى تعزيز مكانة المغرب كوجهة سياحية عالمية، وذلك من خلال زيادة عدد الزوار إلى 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026. وتركز الاستراتيجية السياحية على جذب السياح من الأسواق الناشئة، مثل الصين والهند، بالإضافة إلى تعزيز السياحة الداخلية.