“متحف النوبة” جوهرة السياحة الثقافية في أسوان
يعد “متحف النوبة” واحدًا من أهم الوجهات السياحية والتاريخية في مدينة أسوان، بل وفي مصر بأكملها، إن كنت من عشاق الآثار والتاريخ العريق، فإن زيارتك لأسوان قد تبقى غير مكتملة دون التجول في أروقة هذا المتحف الفريد.
يعرض المتحف روائع أثرية تأخذك في رحلة عبر الزمن لتكشف لك عن جوانب من الحضارة المصرية القديمة، وبالأخص التراث النوبي المتميز.
البداية والتأسيس
ترجع فكرة تأسيس متحف النوبة إلى فترة ما بعد انتهاء الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة في ستينيات القرن الماضي. وبعد جهود كبيرة للحفاظ على هذا التراث الثمين، تم وضع حجر الأساس للمتحف في عام 1986 م، ليتم افتتاحه رسميًا أمام الجمهور في نوفمبر 1997 م.
كان الهدف من إنشاء المتحف هو الحفاظ على التراث الحضاري النوبي، وعرض تاريخه ابتداءً من أوائل المستوطنات البشرية في المنطقة وحتى إنشاء السد العالي.
موقع متميز وتصميم فريد
يقع متحف النوبة عند مدخل مدينة أسوان، على ربوة من الحجر الرملي والجرانيت الوردي، ويجاوره بعض القباب الفاطمية الإسلامية.
يستوحي تصميم المتحف خطوطه من العمارة التقليدية للقرى النوبية، ويمتد على مساحة تقارب 50000 متر مربع، منها 7000 متر مربع مخصصة للعرض الداخلي و43000 متر مربع للعروض الخارجية والحدائق المتحفية. هذا التصميم المتميز جعله يفوز بجائزة أغاخان للعمارة في عام 2001.
كنوز أثرية لا تُقدر بثمن
يحتوي متحف النوبة على نحو 3000 قطعة أثرية، تم انتشالها من مواقع أثرية في النوبة بعد تعرضها للغرق بسبب بناء السد العالي. يعرض المتحف تاريخ النوبة بدءًا من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بفترات الأسرات المصرية القديمة، والعصور المسيحية، وصولًا إلى العصر الإسلامي والتراث النوبي الحديث.
من بين القطع الأثرية البارزة تجد تمثالًا للملك رمسيس الثاني من الأسرة التاسعة عشرة، وهيكلًا عظميًا من عصور ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة الحديدية، وتيجان فضية مرصعة بالعقيق، وسروج خيل، وحلي فضية، وأوانٍ فخارية.
كما يعكس تصميم المبنى بجدرانه وسقوفه المصنوعة من الحجر الرملي والجرانيت الوردي، الطراز التقليدي للعمارة النوبية، مما يضيف إلى جاذبية المكان ويجعل التجربة أكثر واقعية.
إذا كنت تبحث عن مكان يمزج بين الجمال المعماري والتاريخ العريق والتقاليد الثقافية العريقة، فلا شك أن زيارتك لمتحف النوبة سوف تكون تجربة لا تُنسى.