مدن العالم تئنّ تحت وطأة تلوّث الهواء من السفر الجوي
كشف تقرير جديد صادر عن مركز أبحاث الشؤون العالمية في لندن (أو دي إي) بالتعاون مع المجلس الدولي للنقل النظيف، أنّ مدن لندن وطوكيو ودبي هي الأكثر تضرراً بملوّثات الطيران، حيث تُطلق انبعاثات تعادل تلك التي تصدرها ملايين السيارات سنوياً.
وبحسب الدراسة، فإنّ رحلات الركاب والبضائع من المطارات العشرين الأكثر تلويثاً للهواء في العالم أنتجت كمية 231 مليون طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون عام 2019، واعتبرت مسؤولة عن نسبة 25 في المائة من كل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من بين 1300 مطار شملها البحث.
مطار دبي الأكثر تلويثاً
وجاء مطار دبي في المرتبة الأولى كأكثر مطار تلويثاً في العالم، حيث يُساهم بـ 20.1 مليون طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون سنوياً، بينما حلّ مطار هيثرو في لندن في المرتبة الثانية باعتباره يُطلق 19.1 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون سنوياً.
تأثير ضار على موظفي الطيران
يقول فينلي آشر، الناشط في مجموعة “الهبوط الآمن” التي تضم عاملين في مجال الطيران، لـ”العربي الجديد”: “يؤثر تلوّث الهواء في الموظفين بمجال الطيران أكثر من معظم الناس، فهم يعملون في الطائرات وحولها يومياً، ويتنفسون الانبعاثات المضرّة، كما تعيش عائلاتنا غالباً في مجتمعات قريبة من المطارات”.
الحلول موجودة
ويشير آشر إلى أنّ “بدائل الطيران تحتاج إلى أن تكون ميسورة التكلفة أيضاً، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا من خلال الإجراءات الحكومية لتحقيق تكافؤ في الفرص الضريبية والتنظيمية، والتوقف عن منح شركات الطيران تراخيص مجانية للتلوّث، عبر عدم فرض ضرائب على الكيروسين. ومن أجل المناخ والصحة العامة نحتاج إلى إخراج الناس من الطائرات وحثّهم على ركوب القطارات”.
تحالفات ضد تلوّث الطيران
وتقول هنا لورنس، من مكتب إعلام شبكة “أبق على الأرض” التي تعمل لتقليل الحركة الجوية وبناء نظام نقل يراعي المناخ لـ”العربي الجديد”: “الطيران أسرع وسيلة لتلويث كوكب الأرض، والحاجة ملحة حالياً لحظر الطائرات الخاصة، وتحسين الاستثمار في وسائل النقل الأرضية مثل خدمات السكك الحديدية. نحتاج إلى رؤية انخفاض عاجل في عدد الرحلات الجوية اليومية، ووقف تشييد مطارات جديدة، وتنفيذ توسيعات في تلك الموجودة. ويمكن للمقيمين قرب المطارات والمنظمات الصحية وحركات المناخ والعمال بناء تحالفات قوية لتحقيق خفض عادل للطيران ومستقبل أكثر صحة للجميع”.