أخبار سياحيةطيران

“طيران أديل” تتوقع نمو طاقتها الاستيعابية مع توسعة أسطولها الجوي

توقع الرئيس التنفيذي لـ”طيران أديل” ستيفن جرينوي، نمو الطاقة الاستيعابية للناقلة السعودية بما يتراوح بين 20 إلى 25% خلال العام القادم، مشيراً إلى أن هذا النمو يأتي في سياق خطة طموحة تسعى لتحقيق “طفرة تشغيلية”، وتهدف إلى وصول حجم أسطول الشركة إلى 98 طائرة مع نهاية الخطة الموضوعة، حسبما أفاد لجريدة الاقتصادية.

أوضح جرينوي أن عملية التوسع، التي وصفها بالتاريخية لمسيرة الشركة، ستبدأ فعلياً اعتباراً من عام 2027، وستشمل استلام طائرة جديدة واحدة كل شهر، لتستمر هذه الوتيرة المتسارعة حتى عام 2029، وهو الموعد المقرر للوصول إلى الحجم المستهدف للأسطول، ما يؤكد جدية الشركة في تحقيق قفزتها النوعية.

سجلت الشركة نقل 11 مليون مسافر خلال العام الجاري المنتهي، ولكن في ظل التوسع المرتقب، من المتوقع أن يرتفع عدد المسافرين على متن رحلاتها إلى ما بين 12 و13 مليون مسافر خلال العام المقبل، مما يعكس الثقة المتزايدة بخدمات “طيران أديل” وقدرتها على استيعاب حركة النقل الجوي المتنامية في المملكة، التي تستهدف أعداداً سياحية غير مسبوقة.

أكد الرئيس التنفيذي أن الشركة حققت بالفعل نمواً ملحوظاً في السعة التشغيلية بلغ 35% على أساس سنوي خلال شهر ديسمبر الجاري، مما يدل على أن زخم التوسع قد بدأ بالفعل، ويؤشر إلى قوة الأداء التشغيلي الحالي للناقلة، وقدرتها على استثمار الفرص المتاحة في السوق بفاعلية كبيرة.

شملت الخطة التوسعية المعلنة دخول طرازات جديدة من الطائرات إلى الأسطول، أبرزها طائرة “A330neo” ذات البدن العريض، والتي تتميز بقدرتها على استيعاب 420 مقعداً، ما سيفتح آفاقاً جديدة أمام الناقلة لزيادة القدرة على نقل أعداد ضخمة من الركاب عبر مساراتها الدولية الجديدة، ويعزز من كفاءة تشغيلها للمسافات البعيدة.

تمثل الطائرة عريضة البدن، التي تنضم لأسطول “طيران أديل” لأول مرة في تاريخها، أداة محورية لربط مطارات المملكة العربية السعودية بمسارات طويلة المدى، وهي مسارات تمتد من منطقة أوروبا الغربية وصولاً إلى مناطق جنوب شرق آسيا الحيوية، ما يمنح الشركة ميزة تنافسية استراتيجية في سوق النقل الجوي الإقليمي والدولي.

ستمكن هذه الخطوة الاستراتيجية الشركة من توسيع شبكة وجهاتها الدولية على نطاق واسع وغير مسبوق، مما يسمح لها ببناء شبكة تشغيلية عابرة للقارات، وتستجيب بمرونة عالية للطلب المتزايد على السفر الجوي من وإلى المملكة العربية السعودية، كوجهة سياحية وتجارية عالمية تستقطب الجميع.

تتجه الناقلة السعودية، في ظل هذه التطورات النوعية، نحو إجراء إعادة هيكلة جوهرية في مزيج عملياتها التشغيلية، بحيث يصبح هذا المزيج مناصفة بين الرحلات الدولية والرحلات المحلية، وذلك خلال العامين المقبلين فقط، ما يشير إلى تحول سريع في التركيز الجغرافي للعمليات الجوية للشركة، ويدل على رؤية مستقبلية واضحة.

يمثل هذا المزيج الجديد تحولاً كبيراً مقارنة بالهيكل التشغيلي الحالي للشركة، الذي يعتمد بشكل كبير على نموذج 80% رحلات داخلية مقابل 20% فقط للرحلات الدولية، مما يبرز نية “طيران أديل” في الانخراط بقوة أكبر في الأسواق العالمية ومنافسة الشركات الدولية الكبرى، خصوصاً مع تنامي أعداد المسافرين من وإلى المملكة.

أكد الرئيس التنفيذي لـ”طيران أديل” أن هذا التغيير العميق يجسد رؤية واضحة ومباشرة لمواكبة حالة الانفتاح السياحي والاقتصادي الكبير الذي تشهده السعودية حالياً، مؤكداً أن الهدف هو تعزيز ارتباط المملكة بالمزيد من الأسواق العالمية، والعمل على استقطاب المزيد من الزوار والمستثمرين من كافة القارات، وهو ما يخدم أهداف “رؤية 2030” الطموحة.

أنهت شركة الطيران الاقتصادي السعودية العام الماضي بأسطول تكون من 36 طائرة عاملة، ثم قامت بإضافة 8 طائرات جديدة إلى الخدمة خلال العام الجاري، ما يوضح وتيرة النمو المتصاعدة في الطاقة الاستيعابية للشركة، وجهودها المستمرة لتلبية طلب السوق المتزايد، الذي يمثل تحدياً و فرصة في الوقت ذاته.

بذلك، سيصل الحجم الإجمالي لأسطول الشركة بنهاية العام الجاري إلى 44 طائرة، منها طائرة واحدة متبقية من الصفقات الحالية، ومن المقرر أن تصل هذه الطائرة الأخيرة خلال الأسبوع المقبل، وفقاً لتصريحات السيد جرينوي، ما يضمن للشركة جاهزية عالية لمواجهة متطلبات التشغيل في ذروة المواسم القادمة.

تحمل الشركة خطة قصيرة المدى لإضافة 4 طائرات جديدة أخرى خلال العام المقبل، ليصل حجم الأسطول بنهاية عام 2026 إلى 48 طائرة جاهزة للطيران، مما يعكس التزامها بالاستمرار في التوسع التدريجي المدروس، والحفاظ على تحديث الأسطول وفقاً لأحدث المعايير الدولية لكفاءة استهلاك الوقود.

تشمل الطائرات المقرر إضافتها خلال المرحلة المقبلة طرازات “A320” التقليدية، إلى جانب طرازات “A320neo” التي تتميز بكفاءتها العالية في استهلاك الوقود، بالإضافة إلى طائرات “A321” التي تتسع لـ 240 مقعداً، ما يوفر مرونة كبيرة في تلبية احتياجات المسارات المختلفة حسب كثافتها المطلوبة.

سجل قطاع الطيران في السعودية مؤشرات نمو لافتة في العام الماضي، حيث شمل ذلك ارتفاع عدد المسافرين الإجمالي إلى أكثر من 128 مليون مسافر، مسجلاً نسبة نمو سنوي بلغت 15%، ما يبرهن على الحيوية الكبيرة للقطاع ككل، والتأثير الإيجابي لجهود التنمية والتطوير التي تنفذها الحكومة السعودية.

أوضحت بيانات الهيئة العامة للطيران المدني أن عدد الرحلات الجوية قد ارتفع إلى أكثر من 905 آلاف رحلة، مسجلاً زيادة قدرها 11% مقارنة بالعام السابق، بالإضافة إلى نمو كبير في الربط الجوي بنسبة 16% ليصل إلى أكثر من 170 وجهة حول العالم، مما يعكس انفتاح المملكة الجوي المتنامي على شبكة الطيران الدولية.

شهد قطاع الشحن الجوي أيضاً نمواً استثنائياً بنسبة 34%، حيث وصل حجم الشحن إلى 1.2 مليون طن خلال العام الماضي، مما يدل على الدور المتعاظم للمملكة كمركز لوجستي إقليمي ودولي رئيسي، يدعم حركة التجارة والاقتصاد العالمي، ويساهم في استدامة سلاسل الإمداد العالمية الضرورية.

استحوذت المطارات الأربعة الرئيسية في كل من الرياض وجدة والدمام والمدينة المنورة على حصة كبيرة من حركة الطيران، حيث بلغت نسبتها 82% من إجمالي الحركة المسجلة في ذلك العام، مما يؤكد دورها المحوري كبوابات رئيسية للمملكة على العالم، ومحركات أساسية للنمو الاقتصادي الوطني الشامل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى