سياحة و سفر

الأردن وروسيا يفتحان آفاقاً جديدة للسياحة بإلغاء متبادل للتأشيرات

دخلت يوم السبت الاتفاقية الحكومية الروسية الأردنية بشأن الإلغاء المتبادل لمتطلبات التأشيرة حيز التنفيذ رسمياً, وهي خطوة طال انتظارها بين البلدين الصديقين.

وتوقعت سفارة المملكة في موسكو أن يسهم بدء العمل بهذا النظام في تحقيق زيادة ملحوظة في أعداد السياح القادمين من كلا الجانبين, مما يعكس عمق الرغبة المشتركة في تطوير الروابط الثقافية والاقتصادية.

أكدت السفارة الأردنية في بيانها الصادر لوكالة نوفوستي أن هذه الاتفاقية ستجعل استكشاف المملكة أكثر سهولة ويسراً أمام السياح الروس, كما ستشجع الأردنيين بدورهم على زيارة روسيا, لتشكل بذلك جسراً حقيقياً لتعزيز التبادل السياحي وتوطيد العلاقات بين شعبي البلدين, وينظر إلى إلغاء القيود على التأشيرات كدافع قوي لقطاعي السياحة والاقتصاد.

بات بمقدور المواطنين الروس الآن دخول الأراضي الأردنية والإقامة فيها لمدة تصل إلى 30 يوماً متواصلاً في كل زيارة, مع الأخذ بالاعتبار ألا تتجاوز مدة الإقامة 90 يوماً كحد أقصى خلال السنة الواحدة, ويشترط ألا يتم الانخراط في أي أنشطة عمل أو أنشطة تجارية أو دراسة أو إقامة دائمة في الأردن خلال هذه الفترة, وهذه الشروط المريحة تنطبق بالمثل على مواطني المملكة الراغبين بزيارة روسيا.

تتيح هذه الخطوة الجديدة للسياح الروس فرصة ممتازة لاستكشاف التراث التاريخي الغني للمملكة الأردنية الهاشمية, الذي يبدأ من مدينة البتراء الوردية الشهيرة والمنحوتة في الصخر, مروراً بالجمال الطبيعي الآسر لصحراء وادي رم الشاسعة, وصولاً إلى المياه العلاجية للبحر الميت الفريد من نوعه.

أشارت البعثة الدبلوماسية إلى أن الأردن يوفر خيارات ترفيهية متنوعة تلبي كافة الأذواق والاهتمامات, حيث تشمل مجموعة واسعة من المطاعم الراقية والمتاجر العصرية ومراكز الاستجمام المجهزة بأحدث التقنيات, مما يضمن للزوار تجربة سياحية متكاملة وممتعة.

يتميز الأردن أيضاً بتراثه الديني العريق الذي يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم, ويعتبر المغطس, وهو المكان التقليدي لتعميد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان, وجهة رئيسية للحجاج المسيحيين, وقد تم تجهيز بيت الحجاج الروس لتقديم شروط خاصة وخدمات مميزة للزوار القادمين من روسيا.

تجسد هذه الاتفاقية الحكومية, التي تم التوقيع عليها في موسكو بتاريخ 20 آب/أغسطس 2025, إرادة سياسية مشتركة لتعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات, لا سيما في قطاع السياحة الذي يعد رافداً هاماً للاقتصاد الوطني لكلا البلدين, ويُنتظر أن يكون لها أثر إيجابي كبير على زيادة الحركة الجوية وتبادل الخبرات السياحية.

توقع خبراء في القطاع السياحي أن يؤدي الإعفاء المتبادل من التأشيرات إلى فتح أسواق جديدة للسياحة البينية, مما يزيد من تدفق العملات الأجنبية ويعزز من فرص العمل في القطاعات المرتبطة, وتنظر الشركات السياحية في البلدين ببالغ الأهمية إلى الفرص التي ستنشأ عن هذه التسهيلات غير المسبوقة في متطلبات السفر.

يشكل هذا القرار نقطة تحول في العلاقات بين روسيا والأردن, حيث يرسخ مبدأ المعاملة بالمثل ويقدم دليلاً على الثقة المتبادلة في الإجراءات الأمنية والإدارية لكل طرف, ويهدف إلى إزالة الحواجز البيروقراطية التي كانت تقف عائقاً أمام تدفق السياح ورجال الأعمال.

سيعمل هذا النظام الجديد على تسهيل الزيارات العائلية وتبادل الوفود الثقافية والرياضية, إلى جانب السياحة الترفيهية والتاريخية والدينية, الأمر الذي سيثري التجربة الإنسانية والاجتماعية للشعبين, وتأمل السفارة الأردنية أن تتطور العلاقات إلى مستويات أعلى من التعاون والشراكة الاستراتيجية في المستقبل المنظور.

تعتبر هذه الاتفاقية دليلاً واضحاً على التزام الحكومتين بتعزيز الروابط الثنائية على أساس المنفعة المتبادلة والاحترام المشترك, وتأتي في وقت تشهد فيه السياحة العالمية تعافياً تدريجياً, مما يجعل توقيتها مثالياً لدعم جهود الإنعاش الاقتصادي في كلا البلدين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى