مهرجان سعودي يجمع مذاق المملكة في محفل دولي ضخم

استقطب مهرجان الوليمة للطعام السعودي في نسخته الخامسة، الذي أشرفت على تنظيمه هيئة فنون الطهي، أكثر من 60 ألف زائر من مختلف الجنسيات العالمية والمحلية، محققاً تجربة غذائية وثقافية ثرية، وعكست هذه التجربة تنوّع المطبخ السعودي العريق وثراء موروثه الشعبي، مما جعله محطة مهمة لعشاق الطعام، وحدثاً لا يمكن تفويته.
شكلت منطقة التراث وفنون الطهي إحدى أبرز وأهم محطات المهرجان التي جذبت الزوار، حيث قدمت المنطقة 13 محطة مختلفة تمثّل مناطق المملكة المتنوعة جغرافياً وثقافياً، وعرضت خلالها أطباقاً شعبية أصيلة عبرت بصدق عن الهوية المطبخية لكل منطقة من هذه المناطق، مما جسد تنوع النكهات السعودية.
شهدت منطقة التراث حضوراً كثيفاً وغير مسبوق منذ اليوم الأول لافتتاح المهرجان، ووصف الزوار تجربتهم هناك بأنها رحلة مميزة داخل ذاكرة المذاق السعودي الأصيل، تجمع بين النكهات التقليدية وطريقة الإعداد العريقة، التي تُقدَّم بشكل حيّ ومباشر أمام الجمهور، وتستحضر هذه الأجواء البيوت السعودية القديمة وتراث الأجداد.
حازت النسخة الخامسة من المهرجان على حضور دولي لافت ومميز من خلال الجناح التايلندي الضخم المشارك، الذي قدم 17 ركناً مختلفاً للطهي الشعبي التايلندي المتنوع، مستعرضاً بذلك أشهر الأطباق التايلندية الشهيرة وثقافتها الغذائية الفريدة، مما أضاف بعداً عالمياً للمهرجان وعزز تبادل الثقافات.
شهد الجناح التايلندي إقبالاً كبيراً من الزوار الذين حرصوا على تذوّق الأطباق الآسيوية اللذيذة وشراء المنتجات الغذائية التايلندية المميزة، وشمل الجناح أيضاً ورش عمل حية قدمها طهاة تايلنديون محترفون لتعليم أساليب الطهي التقليدي، وإبراز تقنيات المطبخ التايلندي المعقدة، مما أتاح للجمهور فرصة التعلم والتفاعل.
عُززت الهوية العالمية للمهرجان هذا العام بإقامة فعاليات جوائز جورماند الدولية المرموقة، وهي جوائز عالمية جمعت ثقافات الطعام من أكثر من 80 دولة مختلفة حول العالم، ضمن فعالية عالمية تحتفي بأفضل الكتب والبرامج المتخصصة في مجال الطهي، مما رفع مكانة المهرجان دولياً.
فتحت جوائز جورماند الدولية آفاقاً جديدة للتعارف بين الشعوب المختلفة من خلال فنون المذاق والمطبخ، مؤكدة على أن الطعام يمكن أن يكون جسراً ثقافياً قوياً للتواصل والتفاهم، وساهمت هذه الفعاليات في إثراء المحتوى المعرفي للمهرجان، وتقديم قيمة مضافة للزوار والمهنيين على حد سواء.
أكدت هيئة فنون الطهي أن مهرجان “الوليمة” يواصل ترسيخ موقعه الريادي كأكبر فعالية من نوعها على مستوى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، مشيرة إلى أنه أصبح محطة رئيسية سنوية للاحتفاء بالمذاق السعودي المتفرد وإبرازه على الساحة العالمية بشكل لائق، ورفع مستوى الوعي بهويته العميقة.
يُعد المهرجان منصة لتقديم تجارب فريدة تجمع بين أصالة التراث وروح الابتكار في فنون الطهي، وتسهم هذه الجهود بشكل مباشر في تعزيز الهوية الوطنية السعودية عبر بوابة الطعام، وتطوير قطاع الطهي ليصبح أحد القطاعات الواعدة والمزدهرة في المملكة، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويرفع مستوى الاحترافية في القطاع.





