همسات الجبال.. حيث يلتقي الدفء بعبق شتاء الطائف الغامض

استقبلت محافظة الطائف موسمها الشتوي بعبقها الجبلي الفريد، لتتحول أوديتها ومرتفعاتها الشاهقة في الشفا والهدا والكر إلى وجهات رئيسية، تفضلها العائلات لجلسات السمر التقليدية التي تميز الحياة الاجتماعية خلال هذا الفصل البارد.
تتجه الأنظار إلى المواقع الطبيعية الخلابة مع انخفاض درجات الحرارة وظهور ملامح الشتاء المبكرة، حيث يقصد الأهالي والزوار هذه المناطق، لإقامة جلسات خارجية تتسم بالهدوء والبساطة المعهودة.
تعكس هذه التجمعات العائلية الممتعة ارتباط المجتمع القديم بالطبيعة الجبلية الساحرة، التي تشتهر بها المحافظة، مؤكدة على أصالة التجربة الاجتماعية في الهواء الطلق.
تُعدّ أودية سيسد ونعمان ووادي محرم وذي غزال وخماس وليّة من أبرز الوجهات الطبيعية التي تسجل حضوراً متزايداً في هذا الموسم، نظراً لتميزها البيئي.
تتمتع هذه الأودية بغطاء نباتي كثيف ومتنوع يضفي خصوصية مطلقة على الجلسات المسائية العائلية، مما يخلق ملاذاً هادئاً بعيداً عن صخب المدينة.
توفر المرتفعات المطلة على الطائف تجربة شتوية مختلفة ومميزة، إذ تجمع بين برودة الطقس المنعشة وجمال المشاهد الطبيعية التي تمتد على مد البصر، لتلامس الروح.
شرح المرشد السياحي المخضرم هاشم العبدلي لوكالة الأنباء السعودية “واس” أهمية هذه الجلسات، مؤكداً أن جلسات السمر البرية تشكل إحدى أهم الوجهات السياحية الشتوية في الطائف.
أرجع العبدلي هذا الاهتمام المتزايد إلى ما يتمتع به المحيط الطبيعي من تنوع فطري واسع، بالإضافة إلى الحياة البرية الغنية التي تجعل منه موقعاً جاذباً للزوار والمهتمين بالطبيعة البكر.
يلاحظ المرشد السياحي أن الإقبال يزداد بشكل كبير خلال فترات المساء الهادئة والعطل الأسبوعية الممتدة، حيث يفضل الزوار الجلسات الهادئة والمريحة بين الأشجار الوارفة.
يستمتع الزوار كذلك بمسارات المشي الطبيعية المتوفرة بكثرة، وخاصة تلك التي تتميز بها محمية سيسد المعروفة ببيئتها الغنية، مما يضيف بعداً رياضياً للرحلة.
أوضح العبدلي في حديثه أن هذه الجلسات البرية والاجتماعية الفريدة تساهم بشكل مباشر في تعزيز السياحة الشتوية في المحافظة، وتدعم اقتصادها الموسمي.
تمثل هذه الأنشطة الخارجية جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتاريخية للطائف، وتُعد امتداداً طبيعياً لارتباط المجتمع العميق بالبيئة الجبلية المحيطة.
توفر الطائف بفضل تضاريسها المرتفعة ومواقعها الطبيعية أجواء مثالية لا مثيل لها للسمر والاجتماعات العائلية، تحديداً في هذا الوقت من العام الذي يميل فيه الطقس إلى البرودة المنعشة.
تجهزت الأودية الرئيسية والمناطق المحيطة بجبال الشفا والهدا لاستقبال الأعداد المتزايدة من الزوار، مع توفير المرافق الأساسية التي تضمن تجربة مريحة وآمنة للجميع.
يجد الزائر في هذه الأماكن متنفساً طبيعياً خالياً من التلوث، حيث يمكن قضاء ساعات طويلة تحت ضوء القمر والنجوم، بعيداً عن الأضواء الصارخة للمدينة.
تتيح هذه الجلسات الشتوية فرصة ثمينة للمواطنين والمقيمين لإعادة اكتشاف جمال الطبيعة المحيطة بهم، وقضاء وقت نوعي مع العائلة والأصدقاء.
تشجع أجواء الطائف الباردة على إشعال النيران في أماكن آمنة ومخصصة لذلك، مما يضيف عنصراً تقليدياً دافئاً لجلسات السمر، ويضفي شعوراً بالدفء الاجتماعي.
يُشكل هذا الموسم الشتوي فرصة لتسويق الطائف كوجهة سياحية على مدار العام، وليست مقتصرة على صيفها المعتدل المعروف.
تعتبر الجبال والأودية ملاذاً بيئياً هاماً، يتميز بتنوعه النباتي والحيواني، مما يجعل الرحلة إليها تثقيفية و ترفيهية في آن واحد.
تترسخ السياحة البيئية كأحد أهم الركائز التي تعتمد عليها الطائف لتعزيز مكانتها السياحية، مستفيدة من التكوين الجيولوجي الفريد للمنطقة.
تُقدم تجربة السمر في الطائف مزيجاً متوازناً من الهدوء والاسترخاء والنشاط البدني الخفيف، ما يساهم في تحسين الصحة النفسية والجسدية للزوار.
تتطلع الجهات المعنية لتطوير هذه المناطق الطبيعية، بما يضمن الحفاظ على بيئتها البكر، مع توفير الخدمات الضرورية التي تلبي تطلعات الزوار المتزايدة.
شهد موسم الشتاء الماضي إقبالاً كبيراً، مما يؤشر لنجاح الجهود المبذولة في الترويج لهذه الوجهات الشتوية المميزة، ويتوقع استمرار هذا الزخم.
تعكس جودة جلسات الشتاء في الطائف الاهتمام المتنامي بنمط الحياة الصحي والترفيهي، الذي يتماشى مع رؤية المملكة لتطوير قطاع السياحة.
تستمر الطائف في ترسيخ مكانتها كأحد أجمل المصائف والمشاتي في المملكة، بفضل موقعها الجغرافي المرتفع وبيئتها الطبيعية الخلابة.





