“مستورة” سعودية تُحاكي تجربة معيشتها 17 عامًا في بيت الشعر
أمام ماكينة يدوية تقليدية قديمة، تجلس السيدة السعودية “مستورة صالح الشمري”، وتشد بعناية خيوطًا من شعر الماعز وصوف الأغنام، لتعيد نسيجها وتحويلها إلى وحدة متكاملة تعتبر جزءًا من بيت الشعر العربي التقليدي الذي عاشت تحته لمدة 17 عامًا.
تعيد مستورة إحياء خبرتها في تفاصيل صناعة بيت الشعر على الطريقة البدوية التقليدية كما كان يُعمل في الماضي، وتقدمها للزوار في معرض الصيد والفروسية، وذلك كجزء من عروض جناح هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية في السعودية. وتشارك الهيئة للسنة الثانية على التوالي في المعرض، حيث تقدم فعاليات وعروضًا تبرز جهودها في تطوير مهارات المجتمعات المحلية ودعم ريادة الأعمال ورعاية صناعة الحرف اليدوية وعمليات التطور في الحفاظ على الموارد البيئية والعمل على استدامتها.
تقول مستورة إنها قدمت من منطقة حائل في المملكة العربية السعودية للمشاركة في صناعة وتجهيز بيت الشعر العربي التقليدي القديم، وأنها فخورة بأنها تتقن جميع أسرار ومهارات تجهيز بيت الشعر، الذي عاشت تحت سقفه لمدة 17 عامًا.
وأضافت أنها تصطحب آلتها التقليدية القديمة، التي تستخدم في نسج الخيوط بعد أن يتم جزها من الماعز والأغنام وإعادة غزلها باستخدام المغزل الخشبي، ويختارون جز الشعر الأسود اللون في توقيت الربيع حيث اعتدال الأجواء ومن الشياه التى يجز شعرها من عمر 6 شهور حتى 3 سنوات، وسبب اختيار اللون الأسود لتماسك الشعر الذي بعد نسجه لا يسمح بدخول المطر، وعبر ثناياه يسهل خروج الدخان عند إشعال النيران تحته للالتفاف حولها للتدفئة وإعداد الطعام والمشروبات الساخنة.
وتابعت وصفها بقولها إنّه بعد جز شعر الماعز، يتم تنظيفه ونفشه ثم إعادة ترتيبه ليمر بمرحلة الغزل، ثم يبدأ نسجه وهو مايعرف بالسدو، عبر آلة تقليدية متوارثة يطلقون عليها اسم “المسدة”، ولها مكونات منها ” النيرة”، و”الشيصاى”، وتشد عليها الخيوط وتنسج بالمنسج المصنوع من قرون حيوان “الظبى” ويسمى “المشد”، وتنسج قطع بيت الشعر على مساحات مختلفة تكفي حاجة كل أسرة، ويطلقون على مكوناته اسم “العوايد” وهي بمثابة الغرف المكونة له.
وقالت، إن الحياة اليوم تطورت، وأنها رغم هجرها بيت الشعر، إلا أنها كغيرها من أهالى منطقتها يحتفظون به كتراث مميز، ويعيدون استخدامه خلال رحلات الاستمتاع بفصل الربيع فى البيئة الطبيعية.
وتعتبر مشاركة “مستورة” في المعرض فرصة للتعريف بتراث المملكة العربية السعودية والثقافة العربية التقليدية، ولتسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتنميته، كما تعكس المشاركة التزام محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية في دعم الحرف اليدوية والمهارات التقليدية، وتعزز دورها في تنمية المجتمعات المحلية وتعزيز التواصل الثقافي.