اليونان تتصدر الوجهات العالمية للتقاعد

يشهد العالم ارتفاعًا في عدد الأشخاص الذين يبحثون عن أماكن مناسبة لقضاء سنوات ما بعد العمل، لذلك تتزايد الأسئلة حول أفضل الوجهات التي يمكن أن توفر للمتقاعد إقامة مستقرة تشمل التكلفة المناسبة والخدمات الصحية والسكن الملائم، ويعد اختيار دولة جديدة للتقاعد خطوة تغير شكل الحياة لأنها ترتبط بعوامل اقتصادية واجتماعية تؤثر على الاستقرار اليومي، وهذا ما يجعل التقارير الدولية الخاصة بوجهات التقاعد محل متابعة واسعة في كل عام.
قائمة جديدة تكشف خريطة أكبر عشر وجهات عربية للسياحة خلال 2025
تُصدر مجلة إنترناشونال ليفنج تقريرًا سنويًا يعتمد على بيانات يقدمها أكثر من مئتي خبير ومغترب، ويركز هذا التقرير على تقييم مجموعة معايير تشمل تكاليف المعيشة ونظام الرعاية الصحية وإجراءات السكن والتأشيرات والمناخ وسهولة الاندماج داخل المجتمع المحلي، ويهدف التقرير إلى وضع ترتيب دقيق للوجهات العالمية التي يمكن للمتقاعد أن يجد فيها حياة مستقرة تتماشى مع إمكانياته واحتياجاته.
معايير أساسية
يساعد هذا التصنيف الكثير من الراغبين في التقاعد خارج بلدانهم على اتخاذ قرار مبني على معلومات واضحة تشمل الخدمات العامة والتكاليف الحياتية وفرص الاندماج، ومع تزايد عدد المتقاعدين الذين ينتقلون للإقامة في دول أخرى، أصبحت هذه التقارير عنصرًا مؤثرًا في قرارات الأفراد الذين يبدأون التخطيط للمرحلة اللاحقة من حياتهم، ويعد الرغبة في الحصول على رعاية صحية جيدة وتكاليف معيشة مناسبة من أبرز الدوافع وراء الانتقال لدول أخرى.
صدارة جديدة
جاءت اليونان في المركز الأول لهذا العام باعتبارها أفضل وجهة عالمية للتقاعد وفق المؤشر الصادر عن المجلة، إذ توفر خيارات إقامة تمنح المتقاعد القدرة على التخطيط لحياة مستقرة داخل دولة أوروبية تجمع بين المناخ المعتدل والجزر المتعددة وتوافر البنية الطبية، كما أن البلاد تقدم مستوى مقبولًا من الموارد والخدمات التي تمنح المقيم شعورًا بالاستقرار، وتلتها بنما في المركز الثاني نتيجة التسهيلات الواسعة التي تقدمها عبر برامج خاصة بالمتقاعدين.
تحولات لافتة
أشارت جينيفر ستيفنز المحررة في المجلة إلى أن صعود اليونان للصدارة يعكس تغيرًا ملحوظًا في الترتيب الأوروبي بعدما كانت البرتغال وإسبانيا تتفوقان لسنوات، وهذا التغيير يعود إلى تعديلات حديثة في أنظمة التأشيرات وارتفاع التكاليف في بعض الدول، مما دفع الكثيرين للبحث عن وجهات بديلة توفر الفرص نفسها بتكاليف أقل، وهو ما جعل اليونان نقطة جذب جديدة للمتقاعدين الأوروبيين وغير الأوروبيين.
توضح البيانات أن برنامج التأشيرة الذهبية اليونانية يعد من أكثر البرامج سهولة في أوروبا، إذ يمنح تصريح إقامة للراغبين في الاستثمار العقاري بقيمة تبدأ من 250 ألف يورو، بينما تستمر بنما في تقديم واحد من أكثر برامج التقاعد شهرة بين الأمريكيين عبر امتيازات تشمل خصومات كبيرة على معظم الخدمات، إضافة إلى نظام صحي يوفر جودة مشابهة للنظام الأمريكي بتكلفة أقل بكثير، وهو ما يظهر في مقارنة بين تكلفة الإقامة في مستشفيات ميامي وبنما.
وتأتي كوستاريكا في المركز الثالث بفضل الاهتمام الكبير بالبيئة واعتماد الطاقة المتجددة بنسبة تتجاوز 99%، ثم البرتغال التي تواصل جذب المتقاعدين بفضل جودة الحياة اليومية والتكاليف المناسبة، بينما تحافظ المكسيك على وجود قوي ضمن القائمة بفضل انخفاض تكلفة المعيشة وتطور البنية التحتية، وتستكمل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا قائمة الوجهات الأوروبية التي توفر أنظمة صحية قوية وتكاليف معيشة متوازنة خارج المدن الكبرى.
أما الوجهات الآسيوية فجاءت تايلاند ضمن المراكز الأولى في فئة تكلفة المعيشة، مع أسعار كهرباء منخفضة تتيح الاستهلاك المرتفع دون عبء مالي، بينما تقدم ماليزيا مزيجًا يشمل البنية الحديثة والتنوع الثقافي وبرامج إقامة طويلة المدى عبر مبادرة ماليزيا بيتي الثاني، وهو ما يجعلها وجهة لافتة للراغبين في مناخ دافئ ونمط حياة هادئ.
وتكشف النتائج أن التنقل من بلد لآخر بهدف التقاعد أصبح خيارًا متاحًا لعدد كبير من المتقاعدين الذين يبحثون عن جودة حياة مستقرة، وأن الدول التي توفر إجراءات مرنة وتكاليف منخفضة تستقطب شريحة واسعة ممن يرغبون في بداية جديدة تحقق لهم الاستقرار.
المصدر: أرقام





