“مكان لذاكرتنا” في العُلا.. منصة دائمة لإحياء تراث وهوية الوطن

افتتحت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا بالتعاون المثمر مع مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث مشروعًا ثقافيًا دائمًا يحمل اسم “مكان لذاكرتنا”، وذلك في قلب البلدة القديمة التاريخية، ليصبح بذلك نقطة جذب رئيسية.
شكل هذا المشروع وجهة بارزة ومهمة، تستحضر بقوة الذاكرة الجماعية العريقة لأهالي المنطقة، وتُبرز ببراعة فائقة جماليات فنون العمارة التراثية الأصيلة، مع الحفاظ على روح معاصرة ومبتكرة في التصميم.
يُعد هذا التدشين هو الإنجاز الأول والواضح للشراكة المؤسسية الموقعة بين الجانبين، والتي تجسدت بعد التوقيع على مذكرة تفاهم رسمية في عام 2023 الماضي.
هدف المشروع الجديد إلى الحفاظ على الهوية الثقافية الفريدة للمنطقة، إضافة إلى توثيق التراث غير المادي المتناقل شفويًا وجيليًا بأساليب منهجية، كما سعى إلى تطوير حزمة من البرامج الثقافية المبتكرة التي من شأنها تعزيز المشاركة المجتمعية الفعالة، وضمان استدامة التراث.
منح “مكان لذاكرتنا” الزوار تجربة ثقافية عميقة ومتكاملة عبر التجول داخل منازل تاريخية عريقة جرت عمليات ترميمها بعناية فائقة، لتعود إليها الحياة بأسلوب مبتكر ومميز، جمعت هذه المنازل بين الطابع المعماري المحلي الأصيل والفنون التقليدية العريقة، بالإضافة إلى القصص الشفوية المروية والتقنيات التفاعلية الحديثة المذهلة.
تضمن المسار الثقافي للزوار الوصول إلى شرفة علوية مميزة، تطل بمنظر بانورامي ساحر ومفتوح على البلدة القديمة بأكملها، وكذلك على الواحة الخضراء المحيطة ومحيطها الطبيعي الخلاب، مما يثري التجربة البصرية، جعلت هذه الشرفة الزوار يستشعرون العمق التاريخي والطبيعي للمكان في آن واحد، ويستمتعون بجمال المكان المطل على التاريخ.
يُصنف المشروع ضمن المبادرات الثقافية الرائدة التي أطلقتها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا في إطار جهودها الرامية إلى التنمية الشاملة، مع التركيز على الجانب الثقافي.
سعت الهيئة الملكية بجدية من خلال هذا المشروع إلى تحويل البلدة القديمة بأسرها إلى مركز ثقافي حيوي ونابض بالحياة والنشاط، وذلك عبر تفعيل دور المباني التاريخية واستثمارها ثقافيًا.
ربط المشروع الماضي العريق بالحاضر المزدهر عبر تقديم محتوى ثقافي ثري ومتعدد الجوانب، بالإضافة إلى مسارات تفاعلية مصممة بعناية فائقة، عكست هذه المسارات بشكل ملموس التراث المحلي للمنطقة، كما جسدت الهوية الوطنية العميقة للمملكة العربية السعودية برؤية حضارية متكاملة ومستقبلية، تؤكد مكانة العُلا كمركز للتراث العالمي.
قدم المشروع نموذجًا متقدمًا لدمج التقنيات الحديثة في الحفاظ على الموروث الثقافي، مع إتاحته للجمهور العالمي والمحلي على حدٍ سواء، داعمًا بذلك السياحة الثقافية.
ساهم المشروع في إثراء المحتوى المعرفي المتاح عن تاريخ العُلا، كما وفر منصة تعليمية غير تقليدية تتيح للزوار التفاعل المباشر مع ذاكرة المكان وأهله، مما يعمق فهمهم للتاريخ.
استهدفت الشراكة بين الهيئة والمركز البحريني تفعيل التبادل الثقافي والمعرفي بين الجانبين، والاستفادة من الخبرات المشتركة في مجال ترميم وحماية التراث، وهو ما يخدم الرؤية.
نجح “مكان لذاكرتنا” في أن يصبح بقعة ضوء جديدة تضيء على التاريخ الغني للمملكة، وتدعيم جهودها في الحفاظ على مقدراتها الثقافية الفريدة للأجيال القادمة.





