أحداث وفعاليات

تراث الشام يجذب مليون زائر ويستعد لفتح بوابة اليمن

ودّعت الرياض فعاليات “أيام ثقافة بلاد الشام” بعد أن جمعت أكثر من مليون زائر منذ انطلاقها مطلع نوفمبر، وشهدت توافد جمهور واسع عاش تفاصيل مزيج حضاري حمل ملامح الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين، واحتضنت الحدث وزارة الإعلام بالتعاون مع الهيئة العامة للترفيه ضمن مبادرة “انسجام عالمي 2”، في تجربة هدفت إلى إبراز التنوع الثقافي وتقديم صورة حية عن موروث ممتد يعكس حضورًا متجددًا في الذاكرة الشعبية.

واستقطبت الفعاليات خلال ثلاثة أيام جمهورًا متنوعًا شارك في أكثر من ثلاثين فعالية قدمت عروضًا فنية مباشرة، وفقرات تفاعلية جسّدت تداخل الفنون الشعبية، وحرفًا يدوية عكست مهارة صناع تقليديين يحرصون على نقل حرفهم لجيل جديد.

وشهدت الساحات توافد الزوار لتجربة أطباق ومأكولات شامية احتفظت بخصوصيتها، وارتدى المشاركون أزياء تراثية قدّمت ملمحًا بصريًا نقل الأجواء إلى بيئة بلاد الشام، واختتم المشهد بعرض “السيرك 360” الذي جذب الأنظار بحضور لافت.

وتستعد المبادرة لإطلاق “أسبوع ثقافة اليمن” ابتداءً من الغد، حيث يجري العمل على تجهيز مساحات واسعة تعكس تفاصيل الموروث اليمني عبر عروض حية للحرف التقليدية، ويعرض صناع متخصصون تشكيلات من المصوغات الفضية التي ارتبطت بالهوية اليمنية، وتظهر مجموعات من الأزياء الشعبية التي تحمل طابع المناطق اليمنية المختلفة، ويتضمن الحدث تحفًا فنية تروي عبر قطعها قصصًا من التاريخ اليمني، ما يمنح الزائر فرصة للاقتراب من طبقات ثقافية تمتد لقرون.

ويعزز هذا البرنامج موقع الرياض كحاضنة لفعاليات ثقافية دولية ضمن إطار “جودة الحياة” أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، حيث تسعى المبادرة إلى دعم التبادل الثقافي بين الشعوب، وتقديم منصات لتلاقي الحضارات في بيئة واحدة، ويعكس الإقبال الواسع اهتمام الجمهور بالتجارب الثقافية التي تجمع بين المعرفة والترفيه، وتبرز المكانة المتنامية للعاصمة كوجهة قادرة على استضافة فعاليات عالمية تحظى بمتابعة إعلامية إقليمية ودولية واسعة.

وتواصل هذه المبادرات ترسيخ حضور الثقافة في الحياة اليومية عبر فعاليات تعتمد على مشاركة الجمهور، ويظهر النجاح المتحقق حجم التفاعل المجتمعي مع الأنشطة التي تنقل التراث بصيغ حديثة دون أن تفقد أصالتها، ويتطلع القائمون على المبادرة إلى تقديم نسخة يمنية تحمل تفاصيل جديدة تمنح الزوار تجربة مختلفة تؤكد امتداد الهوية الثقافية في المنطقة، وتفتح المجال أمام موسم ثقافي يتنوع بالمحتوى ويستند إلى رؤية واضحة في تقديم موروث عربي متجدد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى