السعودية تسرّع خططها لجذب 50 مليون سائح بحلول 2030

أكد وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب أن بلاده تسير بخطى متسارعة نحو تحقيق هدف طموح يتمثل في استقبال 50 مليون سائح دولي بحلول عام 2030، موضحاً أن هذا المسار يأتي ضمن رؤية المملكة لتنويع اقتصادها وتعزيز مساهمة السياحة في الناتج المحلي.
وأوضح أن السعودية استقبلت خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 أكثر من 21 مليون زائر دولي، بعدما سجلت 30 مليوناً في عام 2024، مقارنة بـ11 مليوناً فقط في عام 2019، وهو ما يعكس تحولاً واسعاً في موقع المملكة على خريطة السياحة العالمية.
وأشار الخطيب في مقابلة مع «CNN الاقتصادية» إلى أن نمو السياحة الترفيهية جاء نتيجة مباشرة لتوسع المملكة في تنظيم فعاليات ضخمة مثل سباقات الفورمولا 1 ورالي داكار والمهرجانات الموسمية لهيئة الترفيه، مبيناً أن هذه الأنشطة أصبحت عنصراً رئيسياً في جذب المسافرين من مختلف الدول.
وأكد أن السعودية باتت تعتمد على نموذج متكامل يجمع بين البنية التحتية الحديثة والمحتوى الثقافي والتراثي لجعل تجربة الزائر فريدة ومستمرة طوال العام.
وبيّن الوزير أن المملكة تمتلك حالياً أكثر من 550 ألف غرفة فندقية موزعة على مختلف المناطق، ما يتيح استقبال أكثر من 116 مليون زائر سنوياً، وأضاف أن هذه الطاقة الفندقية الكبيرة تدعمها بنية خدمية متطورة تشمل المطارات الجديدة والمطاعم العالمية ومراكز الترفيه الحديثة، ما جعل السعودية قادرة على تلبية الطلب السياحي المتزايد دون ضغوط تشغيلية.
وأوضح أن الحكومة تستثمر بقوة في تدريب الكوادر الوطنية لرفع جودة الخدمات وتحقيق تنافسية عالية في سوق السياحة الدولي.
وأكد الخطيب أن الوزارة تعمل على فتح أسواق جديدة في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، لزيادة تنوع الزوار القادمين إلى المملكة، مشيراً إلى أن الاهتمام بالسياحة الثقافية والتاريخية أصبح جزءاً محورياً في استراتيجية الجذب، حيث يتم تسويق مناطق مثل العلا والدرعية كوجهات تمزج بين الأصالة والحداثة.
وذكر أن القطاع يحقق نمواً بمعدل مزدوج الرقم للعام الخامس على التوالي، مما يعكس قوة الاستثمارات والتخطيط الممنهج الذي تتبعه الدولة.
وأضاف أن مشاريع البحر الأحمر والعلا والقدية تمثل ركائز أساسية للمرحلة المقبلة، موضحاً أن جزيرة شيبارة ستضم أحد عشر منتجعاً جديداً ستفتح أبوابها خلال الأشهر القادمة، لتشكل علامة فارقة في السياحة الساحلية الفاخرة، كما يجري تطوير البنية التحتية في المواقع التراثية لتمكين الزوار من استكشاف التاريخ السعودي بطرق حديثة ومتجددة.
وشدد الخطيب على أن التحول السياحي الذي تشهده السعودية لم يعد محصوراً في بناء الفنادق والمرافق، بل أصبح نموذجاً إقليمياً للتنمية الاقتصادية المستدامة، إذ يسهم في خلق الوظائف، وتنشيط قطاعات النقل والتجزئة والثقافة، ويرسخ مكانة المملكة كواحدة من أهم الوجهات العالمية في العقد القادم.
المصدر: القبس





