أنطونيو غوتيريش: السياحة توحّد العالم وتبني جسور السلام

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن السياحة أصبحت قوة دافعة من أجل الخير في عالم منقسم، مشيرًا إلى أنها تجمع الناس وتبني جسورًا بين الثقافات وتفتح مسارات للفهم والسلام.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها عبر الاتصال المرئي في افتتاح الدورة السادسة والعشرين للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة التي تُعقد في العاصمة السعودية الرياض حتى الحادي عشر من نوفمبر بمشاركة واسعة من وفود الدول الأعضاء.
وأوضح غوتيريش أن هذه الدورة تحمل رمزية خاصة كونها تتزامن مع الاحتفال بمرور خمسين عامًا على تأسيس وكالة الأمم المتحدة للسياحة، مضيفًا أن القطاع العالمي نجح في تجاوز مرحلة الجائحة التي شكلت أسوأ أزمة في تاريخه، وأن أعداد السياح الدوليين وصلت اليوم إلى مستويات قياسية تعكس تعافي السوق السياحية وعودة الثقة في السفر الدولي.
وبيّن أن مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا باتت تلعب دورًا مهمًا في خريطة السياحة العالمية، حيث أضافت طاقة جديدة وأسواقًا واعدة تسهم في تنويع وجهات السفر وتوسيع قاعدة النمو الاقتصادي للدول المستقبلة، مؤكدًا أن هذا الزخم يتطلب تعزيز المسؤولية المشتركة لضمان أن تكون عوائد السياحة شاملة ومستدامة وتعود بالنفع على المجتمعات المحلية.
وشدد غوتيريش على ضرورة أن يسير النمو السياحي جنبًا إلى جنب مع المسؤولية البيئية والاجتماعية، داعيًا الحكومات والمؤسسات إلى التركيز على مبادئ الاستدامة وحماية التراث الثقافي وتقليل الأثر البيئي، وقال إن نجاح السياحة لا يُقاس فقط بعدد الزوار بل بقدرتها على دعم التنمية المحلية والحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وهنأ غوتيريش الرياض على استضافتها لهذه الدورة التاريخية، مشيرًا إلى أن العاصمة السعودية قدمت نموذجًا مميزًا في كيفية مساهمة السياحة في تنويع الاقتصادات وخلق فرص عمل جديدة، وأشاد بجهود المملكة في السنوات الأخيرة لتقليل اعتمادها على عائدات النفط وتعزيز دور القطاع السياحي كأحد محركات النمو الاقتصادي من خلال جذب الاستثمارات وتنمية الوجهات المحلية.
وتُعقد اجتماعات الجمعية العامة هذا العام تحت شعار “السياحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي: إعادة تعريف المستقبل”، بمشاركة أكثر من 160 وفدًا من الدول الأعضاء ووزراء ومسؤولين من منظمات دولية وقادة قطاعات مختلفة، وتركز الجلسات على بحث آليات دمج الابتكار الرقمي والتقنيات الحديثة في تطوير القطاع السياحي العالمي وتعزيز التعاون الدولي في مجالات التعليم والاستدامة والحوكمة.
المصدر: الجريدة الكويتية





