أحداث وفعاليات

العراق يشهد تحركاً استراتيجياً لإعادة صياغة دوره السياحي في المشهدين الإقليمي والعالمي

انطلقت ببغداد فعاليات مؤتمر الاستراتيجية الوطنية لقطاع السياحة برعاية مكتب رئيس الوزراء، وبمتابعة مباشرة من رئيس هيئة السياحة المهندس ناصر غانم مراد، وبالتعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ)، وشهد المؤتمر حضوراً واسعاً من القيادات الحكومية والخبراء والمختصين في مجالات السياحة والثقافة والآثار والبيئة، مما يعكس اهتمام الدولة المتزايد بهذا القطاع الحيوي الذي يشكل أحد ركائز الاقتصاد الوطني المستقبلية.

حضر المؤتمر وكيل وزارة الثقافة الدكتور فاضل البدراني ومستشار رئيس الوزراء لشؤون السياحة والمغتربين الدكتور عمر العلوي، إلى جانب رئيس هيئة الآثار علي شلغم ومدير عام دائرة المرافق السياحية جبار منلون الغريباوي ومدير عام دار الأزياء العراقية نجوان سلمان عبدالله، كما شارك عدد من الأكاديميين ورؤساء مجالس إدارات الفنادق وشركات السفر والسياحة في فعاليات المؤتمر، ليجتمع تحت سقف واحد صناع القرار والخبراء لوضع رؤية موحدة لمستقبل السياحة في العراق.

ركز المؤتمر على إطلاق الاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تمتد حتى عام 2035، حيث تمثل خريطة طريق لتنمية السياحة في العراق على أسس علمية ومنهجية، وتستند إلى رؤية وطنية طموحة تهدف إلى تحقيق تنمية سياحية مستدامة تتماشى مع المعايير الدولية، وتضع العراق في موقع تنافسي مميز على خريطة السياحة الإقليمية والعالمية، من خلال استثمار المقومات التاريخية والثقافية والطبيعية الغنية التي تتمتع بها البلاد.

أكد مدير قسم العلاقات العامة والإعلام والمنظمات الدولية في هيئة السياحة السيد علي ياسين أن المؤتمر يشكّل محطة مفصلية في تطوير القطاع السياحي، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى لتحويل السياحة إلى رافد اقتصادي رئيسي يساهم في خلق فرص العمل وتنويع مصادر الدخل الوطني، موضحاً أن الهيئة تعمل على إدخال مفاهيم جديدة في إدارة الوجهات السياحية تعتمد على الجودة والتحول الرقمي والاستدامة البيئية، بما يضمن خلق بيئة آمنة وجاذبة للسياح ويعزز مكانة العراق كمقصد حضاري وثقافي وسياحي متفرد.

وأضاف ياسين أن هيئة السياحة، وبالتنسيق مع شركائها في القطاعين العام والخاص، وضعت أولويات لتطوير البنية التحتية للمواقع السياحية والآثارية، وبناء القدرات البشرية، وتشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية، كما أكد أن التعاون مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) يمثل خطوة مهمة في تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب الدولية في مجال إدارة السياحة المستدامة.

وتضمنت الاستراتيجية الوطنية للسياحة محاور رئيسية تركز على تنمية السياحة الآثارية والبيئية، واستثمار المواقع التراثية كمورد اقتصادي مستدام، وتشجيع الشراكات مع القطاع الخاص، إضافة إلى تبني مبادئ السياحة الخضراء لمواجهة آثار التغير المناخي، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية السياحة في حماية التراث الوطني ودعم التنمية المحلية في المحافظات.

ورأى المشاركون أن هذه الاستراتيجية تمثل رسالة حضارية تعبر عن انفتاح العراق على العالم وإصراره على استعادة دوره التاريخي كمركز للحضارة والسياحة الثقافية في المنطقة، مؤكدين أن دعم الحكومة لهذا المشروع يعكس التزامها بتعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره عبر تطوير المقومات السياحية والثقافية التي تزخر بها البلاد.

ومن المقرر أن تُعقد خلال المرحلة المقبلة ورش عمل وندوات في محافظات كربلاء والموصل وأربيل لشرح تفاصيل الاستراتيجية ومتابعة تنفيذها ميدانياً، بما يرسخ مفهوم السياحة المستدامة ويقرب العراق من تحقيق رؤيته الوطنية 2035 نحو مستقبل يقوم على التنمية والانفتاح والتكامل الوطني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى