العلا تكشف سر تناغم التاريخ مع الطبيعة وتعيد صياغة هوية السياحة العالمية

تجذب محافظة العلا أنظار الزوار بما تحمله من مزيج فريد يجمع بين التاريخ العريق والطبيعة المتنوعة لتصبح وجهة متكاملة تؤكد مكانتها في اليوم العالمي للسياحة كإحدى أبرز المحطات العالمية، حيث تمتلك مقومات طبيعية وتاريخية تجعلها وجهة مفضلة لعشاق التراث والباحثين عن تجارب ثقافية مميزة.

تتيح العلا عبر مهرجاناتها الموسمية تجارب متعددة تلامس اهتمام مختلف الفئات، حيث يبرز مهرجان نبض العلا الذي ينطلق في الرابع والعشرين من أكتوبر ويستمر حتى الأول من نوفمبر، ثم يتبعه مهرجان الممالك القديمة الذي يبدأ في العشرين من نوفمبر ويمتد حتى السادس من ديسمبر، وصولًا إلى مهرجان شتاء طنطورة الذي يقام من الثامن عشر من ديسمبر حتى العاشر من يناير، ليشكل برنامجًا سياحيًا متواصلًا يدمج بين الفنون والثقافة والتراث.

تمنح هذه الفعاليات للزوار فرصة عيش تجارب غنية تعكس تنوع الهوية الثقافية للمملكة، فهي تجمع بين العروض الفنية والأنشطة التراثية والجولات في الطبيعة، كما تسهم المواقع الأثرية في رسم صورة مختلفة للزائر مثل موقع الحِجر المسجل في قائمة التراث العالمي لليونسكو، والواجهات الصخرية النبطية، وجبل الفيل الذي يعد من أبرز المعالم الطبيعية التي يرتادها السائحون من مختلف دول العالم.

تؤكد هذه الجهود أن العلا لا تقتصر على كونها منطقة سياحية تقليدية، بل هي وجهة عالمية تستثمر في مواردها الطبيعية والتاريخية وتقدمها ضمن رؤية حديثة تراعي تنوع أنماط السياحة، إذ يتيح المزج بين الطبيعة والآثار للزائر اختبار رحلة متكاملة تعكس أصالة الماضي وتواكب في الوقت نفسه تطلعات المستقبل.

تعكس العلا أيضًا توجه المملكة إلى تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي متنامٍ يوازي القطاعات الحيوية الأخرى، حيث تتبنى هيئة العلا خططًا تسويقية وتنظيمية تدعم حضورها على الخريطة الدولية وتجعلها مقصدًا رئيسيًا للفعاليات الثقافية والمهرجانات الفنية، وهو ما يعزز مكانة المملكة في قطاع السياحة العالمية.

تأتي هذه المبادرات ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى رفع مساهمة السياحة في الاقتصاد الوطني، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 التي تسعى إلى إبراز مقومات المملكة الطبيعية والتاريخية، ومنح الزائر تجربة استثنائية تتجاوز حدود الترفيه لتصبح رحلة معرفية وثقافية متكاملة.