وجهات سياحية

سانتوريني تقدم تجربة سياحية مفعمة بالهدوء والجمال بعيداً عن الزحام

يبحث الكثير من المسافرين عن طرق جديدة لاكتشاف جزيرة سانتوريني التي تعد من أشهر الوجهات السياحية في العالم، غير أن الزحام الشديد خلال مواسم الذروة يحول دون الاستمتاع الكامل بسحرها، لذلك تبرز نصائح وتجارب تساعد على عيش لحظات أكثر خصوصية بعيداً عن الحشود الكبيرة التي تغمر شوارعها ومواقعها الشهيرة.

ويبدأ الأمر باختيار التوقيت المناسب للزيارة، حيث يعد الصباح الباكر والمساء المتأخر أفضل الأوقات لتفادي ازدحام القرى الشهيرة مثل أويا وفيرا، إذ يمكن مشاهدة الغروب في أويا مرة واحدة على الأقل رغم الحشود، لكن التجوال في الصباح يمنح الزائر مساحة هادئة لالتقاط الصور والتمتع بالمشاهد الطبيعية بعيداً عن التدافع، كما أن الابتعاد عن الشوارع الرئيسية والدخول إلى الممرات الخلفية يقلل من الضغط ويجعل الرحلة أكثر راحة.

ويعد الابتعاد عن الوجهات التقليدية خطوة مهمة لاكتشاف الجانب الأصيل من سانتوريني، حيث يمكن التوجه إلى قرى مثل ميغالوخوري وإيمبوريو وبيرغوس التي ما زالت تحافظ على إيقاع بطيء بعيد عن النشاط السياحي المكثف، وهناك يجد الزائر أجواء محلية حقيقية وفرصة لتناول الطعام وسط أجواء هادئة، إضافة إلى الاستمتاع بجولات قصيرة لمراقبة الحياة اليومية للسكان بعيداً عن الصخب.

ويشكل المسار الممتد بين فيرا وأويا بطول 10 كيلومترات تقريباً تجربة مميزة للمشي، إذ يتيح للزوار التمتع بمشاهد بانورامية على طول الكالديرا، كما أن السير لمدة وجيزة يبعد المسافر عن نقاط الازدحام الرئيسية ليجد نفسه وسط طبيعة صامتة لا يعكرها سوى أصوات أجراس الكنائس ووجود القطط التي اعتادت مرافقة المارين، وهذه الرحلة التي تستغرق ثلاث ساعات تعتبر من أبرز الأنشطة لعشاق المغامرات الهادئة.

وتبقى الشواطئ المخفية من أبرز خيارات الباحثين عن الخصوصية، حيث توفر شواطئ مثل فليخادا في الجنوب أجواء هادئة مع رمال داكنة ومظلات وكراسي للاسترخاء، إضافة إلى إمكانية زيارة الميناء القريب لمتابعة حركة قوارب الصيد وتناول وجبة طازجة بجوار البحر، أما شاطئ إكسو يالوس فيبعد دقائق فقط عن فيرا ورغم ذلك ما زال يحافظ على طابعه المحلي بعيداً عن الزوار بكثافة.

كما يلعب اختيار مكان الإقامة دوراً محورياً في تجنب الازدحام، حيث تواجه وسائل النقل تحديات كبيرة في أوقات الذروة مع ارتفاع أسعار سيارات الأجرة وازدحام الحافلات، لذا يوصى بالبقاء في المناطق التي يرغب الزائر باستكشافها، وهو ما يجعل الإقامة في أويا تجربة مثالية، فمع أنها مزدحمة نهاراً فإن لياليها وصباحاتها تمنح فرصة نادرة للهدوء، كما أن فنادقها توفر مسابح خاصة وأحواض استحمام مطلة على البحر ما يضيف بعداً من الراحة والفخامة للرحلة.

وتجسد هذه التجارب أسلوباً واقعياً للاستمتاع بجمال سانتوريني دون التنازل عن الخصوصية، فهي تمنح الزائر فرصة عيش أجواء أصيلة تجمع بين الطبيعة الساحرة والتراث المحلي مع تفادي الضغوط المرتبطة بازدياد السياحة العالمية في الجزيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى