منوعات وترفيه

بركان واو الناموس في ليبيا يكشف أسرار النشاط الجيولوجي

يقع بركان واو الناموس في شرق منطقة فزان في ليبيا، ويعود تاريخه إلى العصر البلستوسيني أو الهولوسيني، ويُعرف أيضًا بأسماء أواو إن ناموس وواو-إن-ناموس وواو سكاير، ويتميز البركان بعزلته وسط الصحراء الكبرى، ويحتوي على كالديرا محاطة بطبقة من التيفرا الداكنة، وتباين لونها مع محيطها الصحراوي يجعل البركان معلمًا طبيعيًا بارزًا،

تشير الدراسات إلى أن عمر واو الناموس يقارب 200,000 عام وفق التأريخ الإشعاعي، إلا أن أدلة أخرى تلمح إلى تشكل البركان خلال العصر الهولوسيني أو حتى العصور التاريخية، وتضم الكالديرا فوهة بركانية أصغر شمال غربها، بالإضافة إلى مخروط من الخبث، وتحتوي الكالديرا على بحيرات صغيرة ونباتات محلية مرتبطة بالمياه،

يعكس اسم البركان “واحة البعوض” كثرة البعوض الذي يغذيته البحيرات البركانية، ويقع على بعد حوالي 70 كيلومترًا شمالًا من تدفقات الحمم البازلتية وحقل هاروج البركاني، ويُعد واو الناموس جزءًا من النشاط البركاني الأوسع في الصحراء الكبرى، وتظل أسباب النشاط البركاني محط نقاش، وتشمل فرضيات تنشيط الخطوط القشرية القديمة بفعل اصطدام إفريقيا بأوروبا،

تشير الدراسات الجيولوجية إلى أن الصهارة نشأت في الوشاح على عمق حوالي 130 كيلومترًا، وشملت مكونات الغلاف الموري والغلاف الصخري التي خضعت للتحول قبل الذوبان، وربما تكون العمليات البركانية في هاروج وواو الناموس مختلفة، وتغطي الرواسب الرباعية التضاريس المحيطة بالبركان، بينما القاعدة البلورية مغطاة بالحجر الجيري والمارل والحجر الرملي النوبي،

تم تحديد البازلت القلوي في الخبث، وأبلغ عن وجود الفويديت والمعادن مثل الأباتيت والكلينوبيروكسين والمغنتيت والنيفيلين والأوليفين، وأحيانًا المليليت والسوداليت، بالإضافة إلى زينوليثات من الهارزبورجيت والهيرزوليت والبريدوتيت، ويحتوي مخروط الخبث على الكبريت ورواسب بيضاء ربما تكون الألونيت، ما يعكس تعقيد التركيب المعدني والجيولوجي للبركان،

يشكل واو الناموس نموذجًا فريدًا لدراسة النشاط البركاني في الصحراء الكبرى، ويتيح للعلماء فهم تطور البراكين المعزولة، ودراسة العلاقة بين التضاريس والصهارة والمعادن، كما يسلط الضوء على تاريخ النشاط الجيولوجي للمنطقة والتفاعلات بين الغلاف الصخري والوشاح، ويستمر البركان في جذب الاهتمام العلمي لاستكشاف أسرار النشاط البركاني في ليبيا،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى