وجهات سياحية

جزيرة هرمز الإيرانية تجمع الطبيعة والتاريخ والجغرافيا الفريدة

كشفت جزيرة هرمز الإيرانية عن موقع استراتيجي فريد في قلب الخليج العربي، وتبلغ مساحتها 41.9 كيلومترًا مربعًا، وتقع جنوب شرق بندر عباس على بعد 10 أميال بحرية، وقد اكتسبت اسمها من مدينة هرمز الساحلية على البر الرئيسي على بعد 60 كم، والتي كانت مركز إمارة صغيرة تمتد على المضيق.

وتعرف الجزيرة لدى الإغريق القدماء باسم أورجانا، وفي العصر الإسلامي باسم الجارون، وتمثل اليوم وجهة طبيعية وتاريخية تستقطب الباحثين عن الجغرافيا الفريدة والتنوع البيئي،

تتميز الجزيرة بتضاريسها القاحلة، حيث تتجاوز درجات الحرارة 43 درجة مئوية في أشهر الصيف، ورغم ذلك تحتوي على منظومة بيئية غنية بالعجائب، أبرزها جبل صالح للأكل، يستخدم سكان هرمز تربته كنوع من التوابل، وهو الجبل الوحيد من نوعه عالميًا، كما تتنوع ألوان التربة بين الأحمر والأصفر والأبيض والأخضر والبرتقالي والبيج والبني والفيروزي وحتى الذهبي، وتمثل الجزيرة واحدة من أهم قباب الملح في العالم، ما يجعلها تعرف بمختبر علم الصخور،

يشتهر الفنانون المحليون في الجزيرة بصناعة اللوحات الملونة باستخدام تربة هرمز، التي تحظى بإقبال السياح، ويعد موسم الشتاء أفضل فترة للزيارة، حيث تشهد الجزيرة أحداثًا طبيعية مثل هجرة الطيور والسلاحف، ويتطلب السفر إلى هرمز استعدادًا مسبقًا لعدم وجود فنادق فاخرة أو مراكز تسوق، فالجزيرة تحتفظ بطابعها الطبيعي والخالي من العناصر الحضرية،

تعود أصول الجزيرة إلى نحو 600 مليون سنة، وتكشف المصادر التاريخية أن هرمز كانت مركزًا للتجارة قبل الغزو المغولي، حيث استولى المغول على المنازل والقُرى، ما دفع السكان إلى الانتقال إلى قشم وحوض قمبرون، وأسّسوا مدينة أطلقوا عليها اسم هرمز، نسبة إلى المدينة القديمة، وبقيت الجزيرة شاهدة على تاريخ طويل من الحضارات والتغيرات الجغرافية،

تتضمن هرمز مزيجًا فريدًا بين الجغرافيا والتاريخ، حيث تقدم تجربة سياحية تعتمد على الطبيعة والتربة الملونة والحياة البرية، وتساهم في إثراء المعرفة الجيولوجية والفنية، كما تمثل نموذجًا للمناطق الطبيعية البكر، وتوفر للزوار فرصة مميزة لرؤية الجبال الصالحة للأكل والفن المستمد من التربة، والابتعاد عن صخب المدن،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى