وجهات سياحية

المجر بلد أوروبي يجمع بين التاريخ العريق والتنوع الثقافي الغني

تعد جمهورية المجر الواقعة في قلب أوروبا الوسطى من الدول التي تحمل إرثا حضاريا ممتدا عبر قرون، حيث تأثرت بثقافات عدة منها العثمانية والنمساوية والسلافية، ما جعلها تتميز بثراء ثقافي وتاريخي انعكس على معمارها وحياتها الاجتماعية، وتعد العاصمة بودابست من أبرز المدن الأوروبية التي تجمع بين الجمال العمراني والمراكز الثقافية والحمامات الحرارية، وهي مدينة تنبض بالحياة العصرية دون أن تنفصل عن ماضيها الإمبراطوري.

وتحد المجر عدة دول أوروبية مهمة، حيث يجاورها من الشمال سلوفاكيا ومن الشمال الشرقي أوكرانيا ومن الشرق رومانيا، بينما تحدها من الجنوب صربيا وكرواتيا ومن الجنوب الغربي سلوفينيا ومن الغرب النمسا، ورغم هذا الموقع الحيوي فإنها دولة داخلية لا تطل على أي بحر، وتقع بالكامل ضمن حوض الكاربات الذي يشكل جزءا رئيسيا من جغرافيتها الطبيعية.

وتتميز المجر بلغتها الفريدة وهي المجرية، التي تعد واحدة من أكثر اللغات الأوروبية تميزا، كما أنها تحتفظ بعملتها المحلية “الفورنت المجري” على الرغم من عضويتها في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004، حيث لم تعتمد اليورو كعملة رسمية، الأمر الذي يعكس تمسكها بجزء من هويتها الاقتصادية الخاصة.

ويعود اسم المجر إلى قبائل “المجار” التي أسست الدولة في القرن التاسع الميلادي، فيما يتكون علمها الوطني من ثلاثة ألوان أفقية هي الأحمر والأبيض والأخضر، وترمز إلى القوة والإيمان والأمل، وقد مرت البلاد بتحولات سياسية وتاريخية كبيرة، إذ كانت مملكة قوية في العصور الوسطى، ثم أصبحت جزءا من الإمبراطورية النمساوية المجرية، قبل أن تدخل مرحلة الدولة الاشتراكية، لتتحول لاحقا إلى نظام ديمقراطي وتنضم إلى الاتحاد الأوروبي.

وتغطي المجر مساحة تقدر بنحو 93,030 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها قرابة 10 ملايين نسمة، وتعد قمة “كيكيس” بارتفاع 1,014 متر أعلى نقطة جبلية فيها، بينما يشكل نهر الدانوب ونهر تيزا أهم الأنهار التي تعبر أراضيها وتضفي عليها طابعا طبيعيا مميزا، وتلعب هذه الأنهار دورا بارزا في حياة السكان واقتصاد البلاد.

وتعتبر السياحة أحد أبرز القطاعات التي تعكس جمال المجر وتاريخها، إذ تضم بودابست معالم مميزة مثل قلعة بودا وجسر السلسلة والحمامات الحرارية الشهيرة مثل “غيليرت” و”سزيشيني”، كما تعد بحيرة بالاتون أكبر بحيرة في أوروبا الوسطى وجهة صيفية مفضلة لدى السياح، فيما تشتهر مدينة إيجر بقلعتها التاريخية ونبيذها الأحمر، وتعتبر منطقة هورتوباجي أكبر سهول عشبية في أوروبا ومحمية طبيعية تستقطب عشاق الطبيعة والرحلات.

وتواصل المجر اليوم الحفاظ على خصوصيتها الثقافية والتاريخية في الوقت الذي تنفتح فيه على محيطها الأوروبي، ما يجعلها بلدا يجمع بين الأصالة والتطور ويحتفظ بمكانة مميزة على الخريطة السياسية والاقتصادية والسياحية للقارة.

المصدر: سوشيال ميديا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى