كازاخستان أكبر بلد غير ساحلي في العالم يمتد بين قارتي أوروبا وآسيا

تسجل كازاخستان موقعها في قلب آسيا الوسطى، وتنتشر أراضيها بين قارتي آسيا وأوروبا، ويقطعها نهر الأورال من الغرب، محددًا الخط التقليدي الفاصل بين القارتين، وتبرز كأكبر بلد غير ساحلي في العالم، وتحدها الصين من الشرق وروسيا من الشمال وأوزبكستان من الجنوب وقرغيزستان من الجنوب الشرقي، بينما يحدها بحر قزوين من الجنوب الغربي، لتشكل شبكة جغرافية متنوعة تربطها بالدول المجاورة.
تبلغ مساحة البلاد 2,725 مليون كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها بحوالي 20 مليون نسمة، وتعكس هذه المساحة شاسعة التوزيع السكاني والموارد الطبيعية المتنوعة، وتحتل العاصمة الحالية أستانا موقعًا مركزيًا ضمن المدن الكبرى، وتعد خامس أكبر مدن البلاد بعد ألماتي العاصمة السابقة وكاراجندا وشيمكنت وتازار، ويظهر التوسع الحضري في أستانا كدليل على النمو الاقتصادي والتنمية العمرانية المتسارعة.
تستفيد كازاخستان من نشاط بحري محدود عبر بحر قزوين، رغم كونها بلدًا غير ساحلي، ويشكل بحر قزوين أكبر مسطح مائي داخلي مغلق في العالم، محاطًا باليابسة من كل الجهات، ويحده أيضًا روسيا وإيران وتركمنستان وأذربيجان، وتبلغ مساحة البحر نحو 386 ألف كيلومتر مربع، ما يجعله أكبر من دول مثل اليابان أو ألمانيا، ويتيح موارد بحرية واقتصادية مهمة للبلاد من صيد الأسماك واستكشاف النفط والغاز.
تستثمر الحكومة الكازاخستانية في تطوير الموانئ البحرية على طول ساحل بحر قزوين لتعزيز التجارة والنقل البحري، وتعكس هذه الجهود التوازن بين الموقع الجغرافي الداخلي والمصالح الاقتصادية البحرية، ويشكل التعاون الإقليمي مع الدول المطلة على البحر جزءًا من الاستراتيجية الاقتصادية الشاملة للبلاد، ويعزز مكانة كازاخستان كدولة محورية في آسيا الوسطى.
تبرز البنية التحتية المتطورة كعنصر أساسي في التنمية الوطنية، حيث تم توسيع الطرق والسكك الحديدية لربط المدن الكبرى والمناطق الصناعية، ويتيح هذا الربط الداخلي تعزيز التجارة المحلية والخارجية، كما تسعى الدولة إلى جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال مشاريع الطاقة والنقل والزراعة، ويشكل قطاع النفط والغاز والموارد الطبيعية رافدًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي، ما يجعل كازاخستان لاعبًا إقليميًا مؤثرًا في آسيا الوسطى.
تسعى كازاخستان إلى تعزيز التعليم والبحث العلمي، وتطوير المدن الجديدة بما يتوافق مع المعايير العالمية، ويعكس ذلك رؤية طويلة الأمد لزيادة جودة الحياة، وتتركز السياسات الحكومية على الاستدامة البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية، كما تعمل البلاد على توسيع المشاركة في المنظمات الدولية لتعزيز دورها الإقليمي، وتستمر كازاخستان في لعب دور محوري بين أوروبا وآسيا، ما يجعلها نقطة جغرافية وسياسية مهمة في القرن الحادي والعشرين.
المصدر: سوشيال ميديا





