سياحة و سفر

جنوب إفريقيا تراهن على موسم سياحي مزدهر في سبتمبر

تستعد جنوب إفريقيا لانطلاقة موسم سياحي نشط مع شهر سبتمبر الجاري، وسط توقعات قوية بارتفاع معدلات الإقبال من الزوار المحليين والدوليين، بما يعزز مكانة البلاد كإحدى أبرز الوجهات السياحية في القارة الإفريقية.

وتأتي هذه التوقعات في ظل مؤشرات إيجابية على مستوى الحجوزات والإقبال على الفنادق والمعالم، الأمر الذي يعكس استمرار النمو الذي حققته البلاد خلال العامين الماضيين.

تشير البيانات الصادرة عن هيئة سياحة كيب تاون إلى أن مقاطعة كيب الغربية، إحدى أكثر الوجهات استقطاباً للسياح في جنوب إفريقيا، تشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الحجوزات الفندقية ودور الضيافة، حيث أظهر تقرير “القيمة الاقتصادية للسياحة” زيادة بنسبة 6% في عدد الزوار الدوليين، وارتفاعاً بنسبة 5% في ليالي الإقامة المباعة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو ما يعكس تزايد الاهتمام العالمي بجنوب إفريقيا كخيار مفضل للسفر.

أرقام متصاعدة

نجاحات الموسم السياحي لا تقتصر على التوقعات الحالية، بل تستند أيضاً إلى أرقام قوية سجلتها البلاد في عام 2024، إذ استقبلت مدينة كيب تاون وحدها نحو 2.4 مليون زائر ليلي، ساهموا بضخ حوالي 1.36 مليار دولار في الاقتصاد المحلي.

ويؤكد هذا الأداء المتميز أن قطاع السياحة أصبح أحد أعمدة النمو الاقتصادي للمدينة، وأنه يمثل فرصة لتوفير فرص عمل وتعزيز التنمية المستدامة للسكان المحليين.

وفي هذا السياق، أوضح جيمس فوس، المسؤول التنفيذي عن السياحة والنمو الاقتصادي في كيب تاون، أن المدينة تعمل بشكل متواصل على ضمان موسم سياحي قوي يعكس جاذبيتها، مع تعزيز قدرتها على استضافة أعداد أكبر من الزوار، مؤكداً أن نجاح الموسم الحالي سيُترجم مباشرة في تحسين مستويات المعيشة ودعم المجتمعات المحلية.

توسع استثماري

وفي مقاطعة غوتنغ، التي تُعد مركزاً اقتصادياً رئيسياً في البلاد، تبدو المؤشرات أكثر تفاؤلاً مع توقعات بموسم قياسي جديد، خاصة بعد أن تجاوزت المقاطعة في موسم 2024/2025 التوقعات المحددة مسبقاً، حيث حققت إنفاقاً أجنبياً مباشراً بقيمة 2.3 مليار دولار مقارنة بالهدف الذي كان عند 1.65 مليار دولار فقط.

هذا النمو اللافت يعود إلى جهود الحكومة في توسيع شبكة الطيران عبر فتح مسارات جوية جديدة، وزيادة الطاقة الاستيعابية للرحلات، فضلاً عن استضافة فعاليات دولية كبرى جلبت معها أعداداً متزايدة من السياح.

مستقبل واعد

ويؤكد خبراء السياحة أن استمرار هذه المؤشرات الإيجابية يفتح الباب أمام جنوب إفريقيا لتعزيز موقعها كإحدى الوجهات السياحية الرائدة عالمياً، حيث يجمع البلد بين الطبيعة الخلابة، والمناخ المعتدل، والتنوع الثقافي الغني، إلى جانب بنيته التحتية السياحية المتطورة.

ومع اقتراب الموسم الجديد، تبدو جنوب إفريقيا على أعتاب فترة استثنائية قد تسجل خلالها أرقاماً غير مسبوقة في عدد الزوار والعائدات الاقتصادية، مما يجعلها نموذجاً ناجحاً في القارة الإفريقية لكيفية توظيف السياحة في تحقيق التنمية الشاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى